للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تكاثرتِ الظِّباءُ على خِراشٍ ... فما يدري خِراشٌ ما يَصيدُ

ولقد صدق الأستاذ أحمد محمَّد جَمال في قوله: "ولو ربطنا بين الآيات ذات الموضوع الواحد والقضية الواحدة، ولو كانت موزَّعة على سورِ متعددة، لما اختلفت معانيها ومقاصدها ولما توهَّمَ مُتَوَهِّمٌ اضطرابًا أو تناقضًا بينها".

ولكن المشكلَ يا أستاذ أحمد جمال بالنسبة لطلبة العلم هو أن هذا الرَّبط بين هذه الموضوعات عزيزُ المنالِ على مَنْ لم يمدَّهُ اللَّهُ بالتوفيق إلى ذلك، وهذا الرَّبط هو وجه الجَمْعِ بين الآيات التي قد يكون ظاهرها متعارضًا في نظر غير المطلِع. . . وهذا بعينه هو ما حَمَلَ العُلماء إلى تبيين وَجْه الجَمْع بين الآيات وما تدلُّ عليه.

وقد اعتنى بذلك الإمام أحمد بن حنبل في الردِّ على الزنادقة والجهمية، وابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن، والعزُّ ابن عبد السلام في المفيد في مشكل القرآن، والشيخ محمَّد الأمين في دَفْع إيهام الاضطراب، للجميع ثوابُ الله وعليهم رحمته.

ولقد حاول الأستاذ أحمد جمال أن يُقلِّل من أهمية هذا الجهد الذي صَرَف له جهابذة علماء التفسير جُزءًا من وقتهم الثمين، فقال: "إنَّ الشَّيخَ الشنقيطي توهَّمَ التَّناقض أو الاختلاف بين

<<  <   >  >>