للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: ياربِّ لما خلقتني بيدك وأدخلتني جنتك، وأسجدت لي ملائكتك؛ رأيت مكتوبًا على باب جنتك: لا إله إلا الله محمَّدٌ رسول الله، فعلمتُ أنَّه لم يكن أكرم عندك مِمَّن قرنتَ اسمه باسمك.

قال الله: يا آدم وعزَّتي وجلالي إنَّه لآخر النَّبيين من ذُريتك، ولولاه ما خلقتك.

وقد ساق عياض سندًا لهذا الحديث يرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فما هو رأيكم في هذا الموضوع؟

فأجاب قائلًا: أما شيخُ مشايخنا وابنُ عَمِّنا فقد أخطأ في قوله هذا، وعليه رحمةُ الله؛ ويمكن أنْ يُلْتَمَسَ له العُذْرُ من حيث إن الكتبَ التي تُترجم للرجال، والتي هي مِجهرٌ لعلل الأحاديث لم تكن موجودةً في زمنه بتلك البلاد النَّائية، وقد يطلع على حديث يظنهُ صحيحًا فيأخذ به، ولو اطلَعَ على أنّ هذا الحديث مدارُهُ على عبد الرحمن بن زيد بن أرقم؛ وأنَّ عبد الرحمن من الضَّعف بحيث إنّه لا يُعبأ بحديثه لما قال ما ذكرتَ عنه.

ثم قال لي: يا ابني إن الله تعالى ذَكَرَ في كتابه حكمةَ خلقِهِ للخَلْقِ فقال تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: ٢]، ولم يذكر

<<  <   >  >>