"بسم الله الرحمن الرحيم" حضرة صاحب المعالي أخي الكريم الشَّيخ مُحَمَّد الأمين بن الشيخ مُحَمَّد الخضر حفظه الله ووفَّقه - السَّلامُ عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد؛ فقد وَصَلَنا خطابكم الكريم بتاريخ ٢٣/ ٤/ ١٣٨٩ هـ، وفهمنا ما سألتُم عنه، والجوابُ حفظكم الله ووفقكم عن المسألة الأولى التي هي محل العقل هو ما ستراه:
ولا يخفى على معاليكم أن بحث العقل بحث فلسفيٌّ قديمٌ، وللفلاسفة فيه مائةُ طريق باعتبارات كثيرة مختلفة، غالبها بل كلها تخمينٌ وكذب وتخبُّطٌ في ظلام الجهل، وهم يسمُّونَ الملائكة عقولا، ويُكثِرونَ البحث في العقول العَشَرة المعروفة عندهم، ويزعمون أنَّ المؤثر في العالم هو العقل الفيَّاض، وأنَّ نورهُ ينعكس على العالم كما تنعكس الشمسُ على المرآة فتحصل تأثيراتُهُ بذلك الانعكاس، ويبحثون في العقل البسيط الذي يمثل به المنطقيون للنَّوع البسيط، إلى غير ذلك من بحوثهم الباطلة المتعلقة بالعقل من نواحٍ شتَّى.
ومن تلك البحوث قولُ عامَّتهم -إلا القليل منهم-: إنَّ محلَّ العقلِ الدِّماغُ وتبعهم في ذلك قليلٌ من المسلمين، ويُذكر عن