وقال تعالى في النَّحل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٠٨)} الآية [النحل: ١٠٨]، وقال تعالى:{أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} الآية [الحجرات: ٣]، ولم يقل: امتحن أدمغتهم.
وقال تعالى:{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} الآية [الحجرات: ٧]، والآيات بمثل هذا كثيرة ولنكتف منها بما ذكرنا خشية الإطالة المملة.
وأما الأحاديث المطابقة للآيات التي ذكرنا الدَّالَّة على أنَّ محلَّ العقل القلبُ فهي كثيرة جدًا:
كالحديث الصَّحيح الذي ذُكِرَ، والذي فيه:"ألا وهي القلب"، ولم يقل فيه: ألا وهي الدِّماغ، وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبت قلبي على دينك" ولم يقل: يا مقلب الأدمغة ثبّت دماغي على دينك، وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: "قلبُ المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن"، وهو من أحاديث الصِّفاتِ، ولم يقل: دماغ المؤمن. . . . إلخ.
والأحاديث بمثل هذا كثيرةٌ جدًا، فلا نُطيل الكلام بها.