(١) كذا ذُكِرَ في هذا الحديثِ ما ظاهرُهُ أن عليًّا رضي الله عنه كان أَحَبَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر رضي الله عنه، وقد ذُكِرَ مِثْلُ ذلك من كلام عائشة أيضًا في الحديثين السابقين، في بعض مصادر التخريج؛ كما عند الإمام أحمد (٤/٢٧٥ رقم ١٨٤٢١) ، وعند النسائي، والطحاوي، والبَزَّار، وابن قانع. لكنْ قد يعارضُهُ: ما قد ثَبَتَ في "صحيح البخاري" (٣٦٦٢) من حديث عمرو بن العاص أنَّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الناسِ أحبُّ إليك؟ قال: «عائشة» ، فقلتُ: مِنَ الرجالِ؟ قال: «أبوها» ، قلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قال: «عُمَرُ بنُ الخَطَّاب» ، فعَدَّ رجالاً. وأيضًا: فقد أَجْمَعَ أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ قاطبةً على تفضيلِ أبي بكر على عليٍّ وغيرِهِ من الصَّحَابةِ رضي الله عنهم، بل على جميع الأُمَّةِ؛ ولذلك فقد جَمَعَ العلماء بين هذَيْنِ الحديثَيْنِ (حديث النعمان، وحديث عمرو بن العاص) - وغيرهما مما ظاهرُهُ ⦗١٠٢⦘ التعارُضُ- ومنهم الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٣/٣٢٣- ٣٣٤) ؛ ومن جيِّد ما قاله: «فكان في هذا الحديثِ [يعني: حديث النعمان] وقوفُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على ما قالتْ عائشةُ مِنْ ذلك، فلم يُنْكِرْهُ عليها، وخرَجَ جميعُ مَعَانِي كُلِّ ما رَوَيْنَاهُ في هذا البابِ خروجًا لا تَضَادَّ فيه، ولم يكنْ ما ذكرناه مِنْ تَقْدِيمِ عليٍّ _ج في مَحَبَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أبا بَكْرٍ فيها بمانعٍ أنْ يكونَ أبو بكرٍ يَتَقَدَّمُهُ بالفضلِ عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ ولكنْ كُلُّ واحدٍ منهما له موضعُهُ مِنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَحَبَّةٍ ومِنْ فضلٍ؛ رضوانُ اللهِ عليهما وعَلَى سائرِ أصحابِهِ سِوَاهُمَا، واللهَ نَسْأَلُهُ التوفيقَ» . وانظر: "فتح الباري" (٧/٢٦- ٢٧) ، و"فيض القدير" (١/١٦٨) .