للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عُبَيْدُاللهِ (١) بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عُتْبةَ بنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النُّعْمَانِ

٢ - حدَّثنا معاذُ بنُ المُثنَّى، قال: ثنا مُسَدَّدٌ، قال: حدَّثنا يحيى ابنُ سعيدٍ، عن أبي عيسى الطحَّانِ موسى (٢) ، عن عَوْنِ بنِ عبدِالله بنِ عُتْبةَ، [عن] (٣) أبيه- أو أخيه- عنِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلَالِ اللهِ؛ وتَسْبِيحِهِ وتَكْبِيرِهِ وتَحْمِيدِهِ، تَنْعَطِفُ (٤) حَوْلَ العَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يَذْكُرْنَ ⦗٢٥⦘ لِصَاحِبِهِنَّ (٥) ؛ أَفَلا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَلَاّ يَزَالَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ يَذْكُرْنَهُ (٦) ؟» .


(١) كذا في الأصل، ولعلَّه أراد أنْ يُتَرْجِمَ بـ «عبد الله بن عُتْبَة» والدِ عَوْن وعُبَيْدالله؛ لأنَّ الحديثَيْنِ التاليَيْنِ رُوِيَا عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه أو عن أخيه؛ على الشك، وأخو عون هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الآتي في الترجمة التالية.
[٢] أخرجه المصنف في "الدعاء" (١٦٩٣) بهذا الإسناد، وقرن معه طريق عبد الله بن نمير الآتية. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٤/٢٦٩) . وأخرجه الحاكم (١/٥٠٣) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى، عن مسدد، به، وليس فيه: «أو أخيه» . وأخرجه الإمام أحمد (٤/٢٧١ رقم ١٨٣٨٨) ، وابن ماجه (٣٨٠٩) ؛ من طريق بكر بن خلف، عن يحيى بن سعيد، به. ووقع عند ابن ماجه: «موسى بن أبي عيسى» .
(٢) في الأصل: «عن موسى» ، وهو خطأ؛ والمثبت من المواضع السابقة من «الدعاء» للمصنف و"مسند أحمد" و"الحلية". وموسى هو: ابن مسلم أبو عيسى الطحان. يعرف بالصغير.
(٣) في الأصل: «و» . والتصويب من "الدعاء" للمصنف، وبقية مصادر التخريج.
(٤) كذا في الأصل، وفي "الدعاء" للمصنف: «يتعطفن» ، وفي "الحلية"- من طريق المصنف-: «يتعاطفن» ، وفي "مسند أحمد": «تتعطف» ، وعند ابن ماجه: «ينعطفن» . وانظر مصادر التخريج أول الحديث. وتنعطف، أي: تدور. وفاعل «تنعطف» ضميرٌ يعود على «الأذكار» المفهومة من السياق، أي: «إن الذين يذكرون ... تنعطف أذكارهم ... » ولما حُذفت «أذكارهم» حذف معها الضمير الرابط بين اسم «إن» ، وهو «الذين» ، وبين جملة الخبر «تنعطف» . ⦗٢٥⦘ وانظر تفصيل الكلام على عود الضمير إلى المفهوم من السياق، وشواهده، في: "التذييل والتكميل" (٤/٢٨- ٢٩) ، و"الإنصاف في مسائل الخلاف" (١/٩٦) ، و"غريب الحديث" لأبي عبيد (٣/٧٨- ٧٩) ، و"غريب الحديث" للخطابي (٢/٣٣٢) ، و"معاني القرآن" (٤/٧٧) .
ويخرَّج أيضًا على تقدير مضافٍ يكونُ اسمَ «إن» ، والتقدير: «إنَّ أذكارَ الذين يَذْكُرون ... » ؛ وبذلك يصحُّ الإخبار بقوله: «تنعطف» ، ويكون فاعلُ «تنعطف» ضميرًا عائدًا على اسم «إنَّ» المقدَّر؛ كما قيل نحو ذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ} [البَقَرَة: ٢٣٤] ، فأعاد الضمير بالتأنيث في الخبر «يَتَرَبَّصْنَ» ، على تقدير حذف المبتدأ، أي: وأزواجُ الذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ... ودَلَّ على هذا الحذفِ في الآية قولُه: {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} . وهذا أحد الأقوال في هذه الآية. وهنا في هذا الحديث دل على الحذف قولُهُ: «يَذْكُرُونَ مِنْ جلال الله وتسبيحه وتحميده» . وانظر: "البحر المحيط" (٢/٢٣٢) .
(٥) كذا في الأصل، وكذا في "الدعاء"، وفي بقية مصادر التخريج: «يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنّ» . قال في الموضع السابق من "شرح سنن ابن ماجه": أي: تذكِّر ربَّها بحال صاحبها، فكأنها شواهدُ عليه. اهـ.
وما وقع هنا يخرج على أن المراد: يَذْكُرْنَ لصاحبهن تسبيحَه وتحميدَه وتكبيره، أي: يذكرْن له ذلك عند ربه.
(٦) كذا في الأصل؛ بالنون، وفي بعض مصادر التخريج: «ألا يزال عند الرحمن ما يُذَكِّرُ به» ، وفي بعضها: « ... شيء يذكر به» . وما هنا يُخرج على أن اسم «لا يزال» ضمير يعود على «أحدكم» ، والخبر جملة «يذكرنه» ، أي: لا يزال أحدكم تذكره تلك التسبيحات والتكبيرات ... إلخ.

<<  <   >  >>