وأخرجه الإمام أحمد (٤/٢٧٠ رقم ١٨٣٧٣، و١٨٣٨٠) ، ومسلم (٢٥٨٦) ، والسلمي في "آداب الصحبة" (١/٣٩/٢) ، والبيهقي في "السنن" (٣/٣٥٣) ، وفي "شعب الإيمان" (٧٦٠٨) ، وفي "الأربعون الصغرى" (١/١٥٠ رقم ٩١) ؛ من طريق زكريا، به. (١) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «وتعاطفهم» . والمعنى واحدٌ. وأصل عطف: مال. وعطف عليه وتعطَّف عليه: أشفق عليه ومال بالإحسان إليه. وتعاطفوا: عطف بعضهم على بعض، وفي صيغة «التفاعل» معنى المشاركة والتبادل. أما «وتعطُّفهم» فتحتاج إلى تقدير: «وتعطُّفِهم بعضِهم على بعضٍ» . قال الحافظ ابن حجر: «قال ابن أبي جمرة: الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى، لكنْ بينها فرقٌ لطيفٌ: فأما التراحم: فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضًا بأخوة الإيمان، لا بسبب شيء آخر. وأما التوادد: فالمراد به التواصل الجالب للمحبة؛ كالتزاور والتهادي. وأما التعاطف: فالمراد به إعانة بعضهم بعضًا» . اهـ. وقال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": «وليس هذا إخبارًا، بل أمر بما ينبغي أن يكون بين المؤمنين من المحبة والاتحاد» . وانظر "مسند أحمد" (الحديث رقم ١٨٣٥٥/طبعة الرسالة) . وانظر: "مشارق الأنوار" (٢/٨١- ٨٢) ، و"فتح الباري" (١٠/٤٣٩) ، و"تاج العروس" (١٢/٣٨٩، ٣٩١/عطف) . ⦗٥٦⦘ (٢) قوله: «اشتكى عضو» كذا في الأصل وفي مصادر التخريج، غير "صحيح البخاري" ففيه: «اشتكى عضوًا» . وفي معاجم اللغة: اشتكى: مرض، واشتكى: أظهر البث والحزن، وأظهر ما به من مكروهٍ أو مرضٍ ونحوِه. واشتكى فلانًا: أخبر بسوء فعله به. واشتكى عضوًا من أعضائه وتشكَّى بمعنى. "تاج العروس" و"لسان العرب" (شكو) . قال في "مرقاة المفاتيح" (٩/١٦٥- ١٦٦) في شرح بعض ألفاظ هذا الحديث: «اشتكى» أي: الجسد «عضوًا» لعدم اعتدال مزاجه، ونصبه على التمييز، والمعنى: إذا تألم الجسد من جهة ذلك العضو. وفي نسخة: «إذا اشتكى عضو» بالرفع، أي: إذا تألم عضو من أعضاء جسده ... » إلخ. وستتكرر العبارة على الوجهين في عدة أحاديث من هذا الكتاب. (٣) تداعى له سائر الجسد: دعا بعضُه بعضًا إلى المشاركة في الألم. "فتح الباري" (١٠/٤٣٩) ، وانظر: "مشارق الأنوار" (١/٢٥٩) ، و"شرح النووي" (١٦/١٤٠) ، و"النهاية" (٢/١٢١) .