فإنَّ كِتَابَ "الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ" للإمامِ أبي القاسمِ سُلَيْمَانَ بنِ أحمدَ الطَّبَرَانِيِّ (ت٣٦٠هـ) مِنْ أُمَّهاتِ الكُتُبِ الحديثيَّةِ الْمَشْهُورة، وقَدْ كان حَقَّقَهُ وأخرَجَ ما وَقَفَ عليه مِنْ أُصُولِهِ الخَطِّيَّةِ الشيخُ حَمْدِي بن عبد الْمَجِيد السَّلَفِيُّ- حفظه الله- وبَقِيَ في الكتابِ نَقْصٌ لم يَقِفِ الشيخُ على أُصُولِهِ مع كَثْرَةِ البحثِ وطُولِ التَّفْتِيش، وطُبِعَ أولَ مَرَّةٍ مِنْ زُهاءِ ثلاثينَ سنةً؛ في خَمْسَةٍ وعشرين مُجَلَّدًا، مَعَ نَقْصِ المجلَّداتِ ذاتِ الأرقامِ:(١٣ و١٤ و١٥ و١٦ و٢١) ، ثم عَثَرَ الشيخُ بعد ذلك على قِطْعةٍ مِنَ المجلَّدِ الثالثَ عَشَرَ؛ فأخْرَجَهَا اعتمادًا على نسختَيْنِ يُكَمِّلُ كُلٌّ منهما نَقْصَ الأخرى.
وقد أَتْحَفَنَا الشيخُ- وفَّقه اللهُ- بقطعةٍ مَخْطُوطَةٍ مِنَ المجلَّدِ الحادي والعشرين، وَقَفَ عليها بِأَخَرَةٍ؛ تَتضَمَّنُ هذه القِطْعَةُ جُزْءًا من مسندِ النُّعْمَان بن بَشِير رضي الله عنه، وهي التي نَضَعُهَا بين يَدَيْكَ- أخي القارئَ- بَعْدَ أنْ قُمْنَا بِتَحْقِيقِهَا عَلَى وجهٍ نرجو أنْ يكونَ أقرَبَ إلى مُرَادِ مؤلِّفه رحمه الله.