للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨١ - حدَّثنا محمدُ بنُ الحسنِ بنِ كَيْسانَ المِصِّيصيُّ، ثنا حَبّانُ ابنُ هلالٍ، ثنا أَبَانُ بنُ يزيدَ، ثنا قتادةُ، حدَّثني خالدُ بنُ عُرْفُطةَ، عن حَبيبِ بنِ سالمٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أَنَّ رَجلاً يقال له: عَبدُالرَّحمَنِ ابنُ جُبيرٍ (١) - وكان يُنْبَزُ [ «فرفر» ] (٢) أو «قرقر» - فوَقع على جاريةِ ⦗١٤٢⦘ امْرَأَةِ (٣) ، فرُفِعَ إلى النُّعمانِ بن بَشيرٍ، فقال: لأَقضيَنَّ بقضيةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن كانتْ أحلَّتْها لكَ جلدتُّكَ مئةً، وإن لم تكنْ أحلَّتْهَا لكَ رجمتُكَ بالحجارةِ. وكانتْ قد أحلَّتْها له، فجلده مئةً.


[١٨١] أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (٨/١٣٠-١٣١) من طريق المصنف، بهذا الإسناد. وأخرجه الإمام أحمد (٤/٢٧٥- ٢٧٦ رقم ١٨٤٢٥، و١٨٤٢٦) ، والدارمي (٢٣٧٤) ، وأبو داود (٤٤٥٨) ، والنسائي في "الكبرى" (٧١٩٠) ، والبيهقي (٨/٢٣٩) ، وابن العديم في "بغية الطلب، في تاريخ حلب" (٧/٣٠٩٠) ؛ من طريق أبان بن يزيد، به.
(١) كذا في الأصل، و"تهذيب الكمال"؛ حيث رواه من طريق المصنف، وصوابه: «عبد الرحمن بن حُنَيْن» كما في مصادر التخريج و"الإكمال" لابن ماكولا (٢/٢٧) .
(٢) في الأصل: «قرقر» بقافين، ولا يستقيم مع مابعده، والتصويب من "تهذيب الكمال"؛ حيث روى الحديث من طريق المصنف، كما سبق، وفيه: «فرفر أو قرقر» . وعند أحمد والدارمي والنسائي: «ينبز قرقورا» ، وفي "بغية الطلب": «فرفورًا» ، ولم يذكر أبو داود والبيهقي النَّبْزَ.
وَنَبَزَهُ يَنْبِزه: إذا لَقَّبَه بلقبٍ، وأغلب ما يستعمل في الذمِّ.
و «القَرْقَر» بفتح القافين: الظهر، والقاع الأملس، ولباسٌ للمرأة.
و «القُرْقُور» بضم القافين: السفينة الصغيرة، وقيل: العظيمة.
و «الفُرفُور» بضم الفاءين: الحَمَل إذا فُطِمَ وسَمِن وصار جَفْرًا، أي: ذا أربعة أشهر. والفرفور أيضًا: الغلام الشاب، تشبيهًا له بالحمل.
و «الفُرْفُر» و «الفُرْفُور» أيضًا- بضم الفاءين-: طائر صغير، وقيل: هو العصفور الصغير. ⦗١٤٢⦘
ولعل الأنسب هنا أن تكون العبارة: «وكان ينبز «فرفر» أو «فرفور» ؛ على معنى العصفور أو الحمل. فقد تكون «أَوْ» في قوله: «أو قرقر» : شَكًّا من الراوي.
وأما إعراب «فرفر» أو «فرفور» : فإنه إما منصوبٌ مفعولاً ثانيًا لـ «ينبز» ، ولم ترسم ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق على هذه اللغة في الحديث رقم [٨] . وإما أن يبنى على الضمِّ، على النداء، على تضمين «يُنْبَزُ» معنى «يُنَادَى» أو «يُدْعَى» أو «يقالُ له» ، أي: ينادى يا فُرْفُرُ، أو يا فُرفورُ. وانظر: "تاج العروس" (٧/٣٤٥- ٣٤٦/فرر) ، و (٧/٣٨٤/قرر) .
(٣) كذا في الأصل، لكنْ دون ضبط. وفي الموضع السابق من "تهذيب الكمال" وبقية مصادر التخريج: «امرأتِهِ» ، وهو الجادَّة. وما في الأصل إن لم يكن مصحَّفًا عن الجادَّة فيخرَّج على حذف المضاف إليه- وهو الضمير هنا- لِلْعِلْمِ به؛ كما في قوله تعالى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ} [البَقَرَة: ٣٨] . فيمن قرأ «خَوْفُ» بالضَّمِّ دون تنوين، أي: فلا خوفُ شيءٍ عليهم. وذكَرَ ابنُ هشامٍ أنه سُمِعَ: «سَلَامُ عليكم» ، أي: سلامُ اللهِ عليكم. وانظر "مغني اللبيب" (ص٥٨٧) .

<<  <   >  >>