للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اختيار ابن حمدان في صفة الفتوى. قال: (وقلت: إن نص الإمام على علته أو أومأ إليها كان مذهباً له، وإلا فلا ..) (١) واختاره ابن تيمية في المسودة أيضاً، سواء قيل بتخصيص العلة أو لا، كما هو الشأن عند من تقدمه من المجيزين، وعلل ذلك بأنه وإن قيل بتخصيص العلة (فإنما يصار إليه بدليل ولم ينقل من كلامه مخصص فأشبه العام الوارد من الشارع) (٢) ونص على هذا الاختيار المرداوي (ت ٨٨٥هـ) في الإنصاف (٣)، والطوفي في شرح مختصر الروضة (٤)، والفتوحي (ت ٩٧٢) (٥) في شرح الكوكب المنير، وقال: إنه الأصح (٦).

ومن الممكن أن نعد كل من جوز التخريج عن طريق القياس مطلقاً ممن يذهب إلى جواز التخريج على منصوص العلة بطريق أولى؛ لأن مرتبة العلة المنصوصة أقوى من مرتبة العلة المستنبطة. ومن هؤلاء إمام الحرمين (ت ٤٧٨هـ) (٧) وابن


(١) صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ص ٨٨.
(٢) المسودة ص ٥٢٥.
(٣) الإنصاف ١٢/ ٢٥٢.
(٤) ٣/ ٦٣٨ و ٦٣٩.
(٥) هو: أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي المصري الحنبلي الملقب بتقي الدين والشهير بابن النجار. ولد ونشأ في القاهرة، وتلقى علومه على والده، وعلى كبار علماء عصره. قضى حياته- بعد أن استوى على سوقه- في التعلم والتعليم والافتاء والجلوس في إيوان الحنابلة للقضاء والفصل في الخصومات. كان معروفاً بالصلاح والتقوى والفقه والزهد.
قال الشعراني: صحبته أربعين سنة فما رأيت شيئاً يشينه، وما رأيت أحداً أحلى منطقاً منه، ولا أكثر أدباً مع جليسه. توفي سنة ٩٧٢هـ.
من مؤلفاته: منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات في الفقه الحنبلي، والكوكب المنير المسمى بمختصر التحرير وشرحه في أصول الفقه.
راجع في ترجمته: الأعلام ٦/ ٦، معجم المؤلفين ٨/ ٢٧٦.
(٦) ٤/ ٤٩٨.
(٧) الغياثي ص ٤٢٥و ٤٢٧.

<<  <   >  >>