للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصوليين ومناهجهم في هذا المجال. فاللازم في اللغة هو الثابت والدائم (١). وفي الاصطلاح عرفوه بأنه ما يمتنع انفكاكه عن الشيء (٢). وقد يطلق على ما يتبع الشيء ويرادفه، وعلى ما له تعلق ما (٣). وهو يتنوع بحسب الحاكم باللزوم، سواء كان العقل أو الشرع أن العادة أو اللغة. ويختلف الأصوليون عن المناطقة في أنهم يوسعون مجال الدلالة الالتزامية، ولا يقصرون ذلك على ما كان لازماً بيناً بالمعنى الأخص، ولا على ما كان الحاكم باللزوم فيه العقل، فاللازم عندهم يتناول ما احتاج إلى واسطة أو دليل خارجي في فهم اللزوم، وما لم يكن كذلك أيضاً، بأن اكتفي بالحكم باللزوم فيه بتصور المتلازمين معاً أو بتصور الملزوم وحده (٤). كما يتناول ما كانت الملازمة فيه شرعية كالوجوب والتحريم اللازمين للمكلف، أو عادية، أو عرفية كالارتفاع اللازم للسرير (٥).

وعلى هذا فمن الممكن أن نذكر هنا طائفة من الأسس التي يمكن أن يعد بناء القول عليها لازماً للمذهب. وهي ليست حاصرة، ولكنها للتمثيل والتوضيح، وربما كان في بعضها مجال للنقاش. فمن ذلك:

١ - أن توجد مسألة لا يعرف للمجتهد فيها قول، ولكن عرف له قول في مسألة تشبهها، أو هي نظيرها، فإثبات الحكم في المسألة التي لم يرد عنه فيها نص، هو من لازم المذهب عندهم. وهذا الأساس هو ما ذكرناه عن الأسنوي وغيره من الأصوليين، وقد قصر بعضهم لازم المذهب على ذلك.


(١) المعجم الوسيط.
(٢) التعريفات للجرجاني ص ٦٦. وكشاف اصطلاحات الفنون ٣/ ١٣٠٤.
(٣) الكليات لأبي البقاء الكفوي ص ٧٩٦.
(٤) شرح التهذيب للخبيصي ص ٢١ و ٢٢، والمنطق الصوري ص ٨٣.
(٥) شرح الكوكب المنير ١/ ١٣٠.

<<  <   >  >>