للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام الذي يدخل في أصل يحتوي على مسائل متعددة، وذكر مثالاً لذلك قوله: (صورة هذا أن يقول في ماء الباقلاء والورد لا يتوضأ به، إذا عير الماء، فينسب إليه ما هو في معنى ذلك، وإن كثرت مسائله) (١).

ومعنى ذلك أن كل ما غير الماء، وحوله من وصف الإطلاق، لم يجز الوضوء به، فيلحق بذلك ماء الحمص والزهر وغير ذلك، وينسب إلى الإمام.

وقد ذكر الطوفي (ت ٧١٦هـ) (٢) وغيره من العلماء فرقاً بني اصطلاح (النقل والتخريج) واصطلاح (التخريج) وجعلوا التخريج أعم من النقل والتخريج (لأن التخريج يكون من القواعد الكلية للإمام، أو الشرع، أو العقل، فحاصله أنه بناء فرع على أصل مشترك كتخريجنا على قاعدة تفريق الصفقة فروعاً كثيرة، وعلى قاعدة تكليف ما لا يطاق، أيضاً، فروعاً كثيرة في أصول الفقه وفروعه) (٣)، وهذا بخلاف النقل والتخريج (فهو مختص بنصوص الإمام).


(١) = راجع في ترجمته: طبقات الحنابلة ٢/ ١٧١، والمنهج الأحمد ٢/ ٩٨، وشذرات الذهب ٣/ ١٦٦، والأعلام ٢/ ١٨٧، والفتح المبين ١/ ٢١٩.
() تهذيب الأجوبة ص ٣٧.
(٢) هو: أبو الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري نسبة إلى قرية طوفا من أعمال صرصر في العراق. من علماء الحنابلة المشهورين، تلقى العلم عن مشاهير علماء عصره، في بلده وفي بغداد وغيرها، وعرف بقوة الحافظة وشدة الذكاء، تنقل بين بغداد ومصر والحرمين وفلسطين، وأسهم في علوم مختلفة كالأصول والتفسير واللغة والحديث، وقد اتهم بالرفض والانحراف فعزر وضرب وكان آخر عهده في مدينة الخليل حيث توفى فيها سنة ٧١٦هـ.
من مصنفاته: البلبل في أصول الفقه، اختصر فيه كتاب روضة الناظر لابن قدامة، وشرح مختصر الروضة (البلبل)، والذريعة إلى معرفة أسرار الشريعة، وتحفة أهل الأدب في معرفة لسان العرب، ومختصر الجامع الصحيح للترمذي، وشرح الأربعين النووية وتعاليق على الأناجيل.
راجع في ترجمته: الذيل على طبقات الحنابلة ٢/ ٣٦٦، الدرر الكامنة ٢/ ٢٩٥، شذرات الذهب ٦/ ٣٩، الأعلام ٣/ ١٢٧، الفتح المبين ٢/ ١٢٠.
(٣) شرح مختصر الروضة ٣/ ٦٤٤ و٦٤٥.

<<  <   >  >>