للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أدع حَبْلاً (١) إلا وقفت عليه؛ فهل لي من حج؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى هذه الصلاة معنا، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهارًا فقد تم حجه، وقضى تفثه (٢)» (٣).

والوجه منه: أنه حجة في أنَّ نهار عرفة كله وقت للوقوف؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين له أن من وقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أو نهارًا فقد تم حجه، ولم يقيده بما بعد الزوال؛ لأن النهار اسم من انفجار الصبح إلى غروب الشمس (٤).


(١) الحبل: هنا يراد به المستطيل من الرمل، وقيل: الضخم منه الذي يمتد ويطول كالجبل، جمعه: حبال، والحبال في الرمل كالجبال في غير الرمل.
انظر: لسان العرب (٣/ ٣٠) المعجم الوسيط (١/ ١٥٣) (حبل).
(٢) التفث: ما يصيب المحرم بالحج من ترك الادهان والغسل والحلق؛ وإزالته من مناسك الحج.

انظر: لسان العرب (٢/ ٣٧) المعجم الوسيط (١/ ٨٥) (تفث).
(٣) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في السنن الصغرى (٥/ ١٨٦، ١٨٧) كتاب مناسك الحج، باب فيمن لم يدرك صلاة الصبح مع الإمام بالمزدلفة (٣٠٤١) وأبو داود في السنن (٢٨٥) كتاب المناسك، باب من لم يدرك عرفة (١٩٥٠) وابن ماجة في سننه (٤٣٧) كتاب المناسك باب من أتي عرفة قبل الفجر ليلة جمع، (٣٠٦١) والحاكم في كتاب المناسك (١٧٠١) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط كافة أئمة الحديث، وهو قاعدة من قواعد الإسلام" اهـ. ووافقه الذهبي في التلخيص، المستدرك ومعه التلخيص (١/ ٦٣٤).
وصححه النووي في المجموع (٨/ ١٢٦) وابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٢٥٦).
(٤) انظر: أضواء البيان (٥/ ٢٥٨، ٢٦٠) المسالك في المناسك. (١/ ٥١٢) المغني (٥/ ٢٧٣) الشرح الممتع على زاد المستقنع (٧/ ٣٣٠، ٣٣١).

<<  <   >  >>