للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال:

وذكر التنزيل كلما ... بألف أو ياء أو دونهما

ءاتيني الكتاب واجتبيكم ... كذلك في النحل اجتبيه يرسم

أخبر صاحب "التنزيل"، وهو أبو داود ذكر أيضًا كلمات رسمت في بعض المصاحف، بالألف وفي بعضها بالياء وفي بعضها بدونها، وهي ثلاثة:

{آتَانِيَ الْكِتَابَ} ١ و {اجْتَبَاكُمْ} ٢، و {اجْتَبَاه} ٣ في "النحل".

أما "ءاتيني الكتاب" ففي "مريم"، واحترز بقيد المجاور للكتاب من غير المجاور له وهو في النحل: {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ} ٤ فإنه مرسوم بالياء وجها واحد.

وأما "أجتبيكم" ففي "الحج": {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ٥.

وأما "أجتبيه" في "النحل" فهو: {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ٦، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها كلمتان تقدمتا قبل هذين البيتين، وقد حسن أبو داود الأوجه الثلاث، إلا أن كلامه يقتضي أن كتب هذه الكلمات الثلاث بالياء من مجرد اختياره لا إنه كتب في بعض المصاحف، كما يقتضيه ظاهر كلام الناظم، ومقتضى حمل هذه الكلمات على النظائر، وسكوت أبي عمرو عن عدها في المستثنيات بعد تقرير القاعدة في ذوات الياء ترجيح رسمها بالياء، وهو ما جرى به العمل عندنا.

تنبيه:

سكت الناظم عن: "أريني" معا في سوف وعن: "ناديا" في "الصافات" مع أن كلام أبي داود يؤخذ منه أن في الكلمتين ثلاثة أوجه: رسمها بالياء أو الألف أو بدونهما، والعمل عندنا على رسمها بالياء.

وقوله "التنزيل"، فاعل "بذكر" على حذف مضاف: أي: ذكر صاحب "التنزيل"، وكلما مفعول به بذكر.


١ سورة مريم: ١٩/ ٣١.
٢ سورة الحج: ٢٢/ ٧٨.
٣ سورة طه: ٢٠/ ١٢٢.
٤ سورة النمل: ٢٧/ ٣٦.
٥ سورة الحج: ٢٢/ ٧٨.
٦ سورة النحل: ١٦/ ١٢١.

<<  <   >  >>