للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على قراءة غير نافع فإن حكمه حكم القسم الذي قبله في أنك في المثل الثاني بالخيار في إلحاقه وترك إلحاقه، وهذا مبني على ما رجحه أبو داود، وقدمه الناظم في الرسم من حذف الباء الثانية في ذلك، وهو الذي جرى به العمل، وعليه يأتي في ضبط هذا القسم ما أشار إليه الناظم هنا من التحيير في إلحاق الياء الثانية بالحمراء، وترك إلحاقها لدلالة الكسرة عليها، لكن تجعل في موضعها مطا على ما قدمناه في قسم: {يَلْوُونَ} ١ إلا أن ما ذكره الناظم في هذا القسم من التخيير مخالف لظاهر كلام المتقدمين، وهو أنه لا بد من إلحاق الثانية إذا قلنا: إنها هي المحذوفة، وكأن الناظم قاس هذا القسم على قسم: {يَلْوُونَ} ٢، فإنهم جوزوا فيه عدم الإلحاق كما تقدم، ولا فرق بينهما إذ كل واحد منهما الأول فيه متحرك، والثاني ساكن من جنس حركة ما قبله علامة للجمع، فقياس أحدهما على الأخر صحيح، وبإلحاق الياء الثانية جرى العمل، "وإن شددتا" شرط ومفعول "شددتا" مقدر أي أول المثلين، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما تقدم عليه تقديره ففي الثاني إلخ، ثم قال:

. . . . . . . . . . . ... والتزمتا

أن تلحق الأخرى إذا ما حذفت ... فيما به أولاهما قد سكنت

لما ذكر في ضبط قسم {النَّبِيِّينَ} ٣، و {تَرَاءَى} ٤، و {لِيَسُوءُوا} ٥ التخيير بين الإلحاق، وتركه بناء على حذف المثل الأول منه تعرض هنا إلى ضبطه بناء على حذف المثل الثاني منه، فذكر أن المثلين المجتمعين المحذوف أحدهما إذا بنيت على حذف ثانيهما لزم الإلحاق في الثاني إذا كان المثل الأول ساكنا، ومراده بذلك قسم: {النَّبِيِّينَ} ٦، و {تَرَاءَى} ٧، و {لِيَسُوءُوا} ٨، فيكون فيه حينئذ ثلاثة أوجه: الوجهان اللذان قدمهما وهما الإلحاق، والتعويض بالمد بناء على حذف المثل الأول منه، والوجه الثالث هو المذكور هنا، وهو لزوم الإلحاق، وعدم الاستغناء عنه بالمد بناء على حذف المثل اثاني منه، وقد قدمنا ما به العمل، واحترز بسكون المثل الأول عن قسم: {يَلْوُونَ} ٩، وقسم


١ سورة آل عمران: ٣/ ١٥٣.
٢ سورة آل عمران: ٣/ ١٥٣.
٣ سورة آل عمران: ٣/ ٢١.
٤ سورة الشعراء: ٢٦/ ٦١.
٥ الإسراء: ١٧/ ٧.
٦ سورة آل عمران: ٣/ ٢١.
٧ سورة الشعراء: ٢٦/ ٦١.
٨ سورة الإسراء: ١٧/ ٧.
٩ سورة آل عمران: ٣/ ١٥٣.

<<  <   >  >>