كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الجمعة - باب ترك إتيان الجمعة بعذر المطر أو الطين والدحض - ج: 6 - ص: 264

داودَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، أخبرَنا إسماعيلُ، أخبرَنِى عبدُ الحَميدِ صاحِبُ الزِّيَادِىِّ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ الحارِثِ ابنُ عَمِّ محمدِ بنِ سيرينَ، أنَّ ابنَ عباسٍ قال لِمُؤَذِّنِه في يَومٍ مَطيرٍ: إذا قُلتَ: أشهَدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. فلا تَقُلْ: حَىَّ على الصَّلاةِ. قُلْ: صَلُّوا في بُيوتِكُم. قال: فكأَنَّ الناسَ استَنكَروا ذَلِكَ، فقالَ: قَد فعَلَ ذا مَن هو خَيرٌ مِنِّى؛ إنَّ الجُمُعَةَ عَزْمَةٌ (١)، وإِنِّى كَرِهتُ أن أُخرِجَكُم فتَمشونَ في الطّينِ والمَطَرِ (٢). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ، ورَواه مسلمٌ عن عليِّ بنِ حُجرٍ، كِلاهُما عن إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ (٣).

٥٧١٢ - أخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن أيّوبَ وعاصمٍ الأحوَلِ وعَبدِ الحَميدِ صاحِبِ الزِّيَادِىِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ قال: خَطَبَنا ابنُ عباسٍ في يَومٍ ذِى رَدْغٍ، فلَمّا بَلَغَ المُؤَذِّنُ: حَىَّ على الصَّلاةِ. أمَرَه أن يُنادِىَ: الصَّلاةُ في الرِّحالِ. فنَظَرَ القَومُ بَعضُهُم إلَى بَعضٍ، فقالَ: كأَنَّكُم أنكَرتُم هَذا؟! قَد فعَلَ هذا مَن هو خَيرٌ مِنِّى، وإِنَّها عَزْمَةٌ (٤). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ وقالَ: في يَومٍ رَزْغٍ. وهو الوَحلُ الشَّديدُ، وكَذَلِكَ الرَّدغُ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن حَديثِ حَمّادٍ (٥).

---

(١) أي: واجبة متحتمة. صحيح مسلم بشرح النووي ٥/ ٢٠٧.
(٢) أبو داود (١٠٦٦). وأخرجه ابن خزيمة (١٨٦٥) من طريق إسماعيل به.
(٣) البخاري (٩٠١)، ومسلم (٦٩٩/ ٢٦).
(٤) تقدم تخريجه في (١٨٨٤).
(٥) البخاري (٦١٦)، ومسلم (٦٩٩/ ٢٧).