كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الجمعة - باب حجة من زعم أن الإنصات للإمام اختيار، وأن الكلام فيما يعنيه أو يعنى غيره والإمام يخطب مباح - ج: 6 - ص: 363

فاغمِزْه، وإِن كان بَعيدًا فأَشِرْ إلَيهِ (١)

٥٩٠٣ - أخبرَنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ زَكَريّا، أخبرَنا محمدُ بنُ الفَضلِ بنِ محمدِ بنِ إسحاقَ، أخبرَنا جَدِّي، حدثنا علىُّ بنُ حُجرٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا شَريكٌ، أنَّه سَمِعَ أنَسَ بنَ مالكٍ يقولُ: دَخَلَ رَجُلٌ المَسجِدَ ورسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - على المِنبَرِ يَومَ الجُمُعَةِ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ مَتَى السّاعَةُ؟ فأَشارَ إلَيه النّاسُ أنِ اسكُتْ، فسأَلَه ثلاثَ مَرّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ يُشيرونَ إلَيه أنِ اسكُتْ، فقال له رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِندَ الثّالِثَةِ: "ويحَكَ ماذا أعدَدتَ لَها؟ ". وذَكَرَ الحديثَ (٢).

بابُ حُجَّةِ مَن زَعَمَ أنَّ الإِنصاتَ لِلإِمامِ اختيارٌ، وأَنَّ الكَلامَ فيما يَعنيه أو يَعنِى غَيرَه والإِمامُ يَخطُبُ مُباحٌ

٥٩٠٤ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا عارِمٌ وسُلَيمانُ ومُسَدَّدٌ قالوا: حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ قال: جاءَ رَجُلٌ ورسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يَخطُبُ النّاسَ يَومَ الجُمُعَةِ فقالَ: "صَلَّيتَ يا فُلانُ؟ ". قال: لا. قال: "قُمْ فاركَعْ" (٣). لَفظُ عارِمٍ، رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عارِمٍ، ورَواه مسلمٌ عن أبي الرَّبيعِ عن حَمّادٍ (٤)، وقَد مَضَى في هَذا حَديثُ

---

(١) ينظر مصنف عبد الرزاق (٥٣٨١)، ومصنف ابن أبي شيبة (٥٢٥٦).
(٢) ابن خزيمة (١٧٩٦). وأخرجه أحمد (١٢٧٠٣)، والنسائي في الكبرى (٥٨٧٣) من طريق شريك به.
(٣) تقدم في (٥٨٨١).
(٤) البخاري (٩٣٠)، ومسلم (٨٧٥/ ٥٤).