كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الجنائز - باب الحنوط للميت - ج: 7 - ص: 252

باب الحَنوطِ للمَيِّتِ

٦٧٨٠ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن أيّوبَ وعَمرٍو، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رَجُلًا كان واقِفًا مَعَ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بعَرَفَةَ فوَقَعَ عن راحِلَتِه. قال أيّوبُ: فوَقَصته. وقالَ عمرٌو: فأَقعَصَته، فماتَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اغسِلوه بماءٍ وسِدرٍ، وكَفَّنوه فى ثَوبَينِ، ولا تُحَنِّطوه، ولا تُخَمِّروا رأسَه؛ فإِنَّ اللَّهَ يَبعَثُه يُلَبِّى". وقالَ عمرٌو: "مُلَبّيًا" (١). قال إسماعيلُ: هَكَذا قال مُسَدَّدٌ، وخالَفَه عارِمٌ وسُلَيمانُ؛ اتَّفَقا على أنَّ عمرًا قال: "يُلَبِّى" وأَنَّ أيّوبَ قال: "مُلَبّيًا". رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ (٢) وأَخرَجَه مسلمٌ كما مَضَى (٣). وفيه دَليلٌ على أنَّ غَيرَ المُحرِمِ يُحَنَّطُ كما يُخَمَّرُ، وأَنَّ النَّهىَ وقَعَ لأجلِ الإحرامِ.

٦٧٨١ - أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ القاضى، أخبرَنا أبو سَهلِ ابنُ زيادٍ القَطّانُ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ رَوحٍ (٤) المَدائنِىُّ، حدثنا شَبابَةُ بنُ سَوّارٍ، حدثنا خارِجَةُ بنُ مُصعَبٍ، عن يونُسَ بنِ عُبَيدٍ، عن الحَسَنِ، عن عُتَىٍّ، عن أُبَىِّ بنِ كَعبٍ قال: قال رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ آدَمَ لما مَرِض مَرَضَه الَّذِى ماتَ فيه قال لِبَنيه: يا بَنِىَّ إنِّى مَريضٌ، وإنِّى أشتَهِى ما يَشتَهِى المَريضُ، وإِنِّى أشتَهِى مِن ثِمارِ الجَنَّةِ، فابغوا

---

(١) تقدم فى (٦٧١٨).
(٢) البخارى (١٢٦٨).
(٣) مسلم (١٢٠٦/ ٩٤)، وتقدم فى (٦٧١٧).
(٤) فى الأصل: "رباح". وينظر الأنساب ٥/ ٢٣١.