للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جِماعُ أبوابِ إثباتِ إمامَةِ المَرأَةِ وغَيرِها

بابُ إثباتِ إمامَةِ المَرأَةِ

٥٤١٩ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفصٍ المُقرِئُ ابنُ الحَمّامِىِّ رَحِمَه اللَّهُ ببَغدادَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلمانَ النَّجّادُ، حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ شاكِرٍ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا الوَليدُ بنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَتنِى جَدَّتِي، عن أُمِّ ورَقَةَ بنتِ عبدِ اللَّهِ بنِ الحارِثِ، وكانَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَزورُها ويُسَمّيها الشَّهيدَةَ، وكانَت قَد جَمَعَتِ القُرآنَ، وكانَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حينَ غَزا بَدرًا قالَت: تأذَنُ لِى فأَخرُجُ مَعَكَ أُداوِى جَرحاكُم، وأُمَرِّضُ مَرضاكُم؛ لَعَلَّ اللَّهَ تَعالَى يُهدِى لِى شَهادَةً؟ قال: "إنَّ اللَّهَ تَعالَى مُهْدٍ لَكِ شَهادَةً". فكانَ يُسَمّيها الشَّهيدَةَ، وكانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَد أمَرَها أن تَؤُمَّ أهلَ دارِها، وإِنَّها غَمَّتها جاريَةٌ لَها وغُلامٌ كانَت قَد دَبَّرَتهُما (١) فقَتَلاها في إمارَةِ عُمَرَ، فقيلَ: إنَّ أُمَّ ورَقَةَ قَتَلَتها جاريَتُها وغُلامُها، وإِنَّهُما هَرَبا. فأُتِيَ بهِما فصلَبَهُما، فكانا أوَّلَ مَصلوبَينِ بالمَدينَةِ. فقالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: صَدَقَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، كان يقولُ: "انطَلِقوا نَزورُ الشَّهيدَةَ" (٢).

٥٤٢٠ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الصَّفّارُ الأصبَهانِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ يونُسَ الضَّبِّيُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ


(١) يقال: دبَّرت العبد: إذا علقت عتقه بموتك، وهو التدبير: أي أنه يعتق بعد ما يدبره سيده ويموت. النهاية ٢/ ٩٨.
(٢) المصنف في دلائل النبوة ٦/ ٣٨١. وأخرجه أحمد (٢٧٢٨٢) عن أبي نعيم به.