ناوِلْنا هذه القِطعَةَ الأديمَ. فناوَلَناها فقَرأنا ما فيها، فإِذا فيها:"مِن محمدٍ رسولِ اللهِ إلَى بَنِي زُهَيرِ بنِ أُقَيشٍ، إنَّكُم إن شَهِدتُم أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأَنَّ محمدًا رسولُ الله، وأَقَمتُمُ الصَّلاةَ، وآتَيتُمُ الزَّكاةَ، وأَدَّيتُمُ الخُمُسَ مِنَ المَغنَمِ وسَهمَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وسَهمَ الصَّفِيِّ؛ أنتُم آمِنونَ بأَمانِ اللهِ ورسولِه". فقُلنا: مَن كَتَبَ لَكَ هَذا؟ قال: رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - (١).
بابُ ما أُبيحَ له مِن أربَعَةِ أخماسِ الفَئِ وخُمُسِ خُمُسِ الفَئِ والغَنيمَةِ
١٣٤٩٩ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن شَيبانَ، حدثنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن الزُّهرِيّ، عن مالكِ بنِ أوسِ بنِ الحَدَثانِ قال: أرسَلَ إلَيَّ عُمَرُ - رضي الله عنه - فدَعانِي فدَخَلتُ عَلَيه وهو على رِمالٍ فقالَ: يا مالِ إنَّه قَد نَزَلَ عَلَينا دَوافُّ مِن قَومِك، فخُذْ هَذا المالَ فاقسِمْه بَينَهُم. فقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ ولِّ ذَلِكَ غَيرِي. فقالَ: خُذْها عَنكَ أيُّها الرَّجُلُ. فجَلَستُ فجاءَ يَرفا فقالَ: هَل لَكَ في عبد الرَّحمَنِ وطَلحَةَ والزُّبَيرِ وسَعدٍ؟ قال: قُل لَهُم فليَدخُلوا. فدَخَلوا، قال: هَل لَكَ في عليٍّ وعباسٍ؟ قال: قُل لَهُما فليَدخُلا. فدَخَلا، وكُلُّ واحِدٍ مِنهُما يُكَلِّمُ صاحِبَه، فلَمّا جَلَسوا قالوا: يا أميرَ المُؤمِنينَ اقضِ بَينَهُما وأَرِحْهُما. قال: أنشُدُكُما اللهَ الَّذِي بإِذنِه تَقومُ السَّمَواتُ والأرضُ، هَل عَلِمتُما أنَّ
(١) أبو داود (٢٩٩٩). وتقدم في (١٢٨٧٧) من طريق قرة به.