كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب: المسلم يتوفى في الحرب قتل أبيه، ولو قتله لم يكن به بأس - ج: 18 - ص: 91

بابٌ: المُسلِمُ يَتَوَفَّى في الحَربِ قَتلَ أبيه، ولَو قَتَلَه لَم يَكنْ به بأسٌ

١٧٨٩٢ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ، حدثنا عمرُو بن زُرارَةَ، حدثنا عيسَى بن يونُسَ، حدثنا سعيدُ بن عثمانَ، عن عُروةَ بنِ سعيدٍ الأنصارِيّ، عن أبيه، عن حُصَينِ بنِ وحوَحٍ، أن طَلحَةَ بنَ البَراءِ لما لَقِيَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: يا نَبِيَّ الله، مُرْنِي بما أحبَبتَ، ولا أعصِي لَكَ أمرًا. قال: فعَجِبَ لِذَلِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو غُلامٌ، فقالَ له عِندَ ذَلِكَ: "فاقتُل أباكَ". قال: فخَرَجَ موَلّيًا ليَفعَلَ، فدَعاه قال: "إنِّي لَم أُبعَثْ لِقَطيعَةِ (١) رَحِمٍ" (٢).

١٧٨٩٣ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بن سُلَيمانَ، حدثنا أسَدُ بن موسَى، حدثنا ضَمرَةُ بن رَبيعَةَ، عن عبد اللهِ بنِ شَوذَبٍ قال: جَعَلَ أبو أبي عُبَيدَةَ بنِ الجَرّاحِ يَنصبُ الآلِهَةَ لأبِي عُبَيدَةَ [يَومَ بَدرٍ، وجَعَلَ أبو عُبَيدَةَ] (٣) يَحيدُ عنه، فلَمّا كَثَّرَ (٤) الجَرّاحُ قَصَدَه أبو عُبَيدَةَ فقَتَلَه، فأَنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيه هذه الآيَةَ حينَ قَتَلَ أباه {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ

---

(١) في ص ٨، وحاشية الأصل: "بقطيعة".
(٢) أخرجه الطبراني (٣٥٥٤)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٢٢٢٠) من طريق عمرو بن زرارة به مطولًا. وقال الهيثمي في المجمع ٣/ ٣٧: إسناده حسن.
(٣) سقط من: م.
(٤) في ص ٨، م: "أكثر".