للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بابُ جَوازِ الرَّعىِ في الحَرَمِ

١٠٠٧٥ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبْدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدِ بنِ إسماعيلَ قِراءَةً عَلَيه، حدثنا المَعْمَرِىُّ (١) يَعنِى الحَسَنَ بنَ عليِّ بنِ شَبيبٍ، حدثنا حَمّادُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ ابنِ عُلَيَّةَ، حدثنا أبي، عن وُهَيبٍ، عن يَحيَى بنِ أبي إسحاقَ، أنَّه حَدَّثَ عن أبي سعيدٍ مَولَى المَهرِيِّ، أنَّه أصابَهُم بالمَدينَةِ جَهدٌ وشِدَّةٌ، وأنَّه أتَى أبا سعيدٍ الخُدرِىَّ فقالَ له: إنِّي كَثيرُ العيالِ، وقَد أصابَنا شِدَّةٌ، فأرَدتُ أن أنقُلَ عيالِى إلَى بَعضِ الرِّيفِ. فقالَ أبو سعيدٍ: لا تَفعَلْ، الزَمِ المَدينَةَ، فإِنّا خَرَجنا مَعَ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: - أظُنُّه قال: - حَتَّى قَدِمنا عُسْفانَ (٢). قال: فأقامَ بها لَيالِىَ، فقالَ النَّاسُ: واللَّهِ ما نَحنُ ههنا في شَئٍ، إنَّ عيالَنا لَخُلوفٌ (٣) وما نأمَنُ عَلَيهِم. فبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالَ: "ما هذا الَّذِى يَبْلُغُنِى مِن حَديثِكُم؟! ". ما أدرِى كَيفَ قاله. قال: "والَّذِى أحلِفُ به". أو: "والَّذِى نَفسِى بيَدِه، لَقَد هَمَمتُ". أو: "إنِّي سأَهِمُّ" - لا أدرِى أيَّتهُما قال - "لآمُرَنَّ بناقَتِى تُرحَلُ، ثُمَّ لا أَحُلُّ لَها عُقدَةً حَتَّى أقدَمَ المَدينَةَ". وقالَ: "اللَّهُمَّ إنَّ إبراهيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ فجَعَلَها حَرَمًا، اللَّهُمَّ إنِّي حَرَّمتُ المَدينَةَ حَرامًا ما بَينَ مَأزِمَيها (٤) ألَّا يُهَراقَ فيها دَمٌ، ولا يُحمَلَ فيها سِلاحٌ لِقِتالٍ، ولا تُخبَطُ فيها شَجَرَةٌ


(١) في ص ٤: "العمرى". ينظر سير أعلام النبلاء ١٣/ ٥١٠، ٥١١.
(٢) عُسْفان: بلدة على ثمانين كيلًا من مكة شمالًا على الجادة إلى المدينة. المعالم الجغرافية ص ٢١٠.
(٣) عيالنا خُلُوف: أي: ليس عندهم رجال ولا من يحميهم. صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ١٤٧.
(٤) المأزِم: هو الجبل. صحيح مسلم بشرح النووي ٩/ ١٤٧.