للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ألبَسُ القَسِّىَّ ولا المُعَصفَرَ ولا القَميصَ المَكفوفَ بالحَريرِ" (١). فيَحتَمِلُ أن يَكونَ أرادَ واللَّهُ أعلَمُ مَياثِرَ الأُرجُوانِ التي هِىَ مَراكِبُ الأعاجِمِ مِن ديباجٍ أو حَريرٍ، وأَرادَ بالقَميصِ المُكفوفِ بالحَريرِ أن يَكونَ الحَريرُ كَثيرًا أكثَرَ مِن مِقدارِ العَلَمِ الَّذِى رَخَّصَ فيه، أو أرادَ به التَّنزيهَ، والجُبَّةُ التي أخرَجَتها أسماءُ بنتُ أبى بكرٍ يَحتَمِلُ أن يكونَ كان يَلبَسُها في الحَربِ؛ فقَد رُوِّينا ذَلِكَ عَنها في حَديثٍ آخَرَ، واللَّهُ أعلَمُ.

٦١٥٩ - أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى يونُسُ بنُ يَزيدَ، عن نافِعٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، عن أبيه عُمَرَ بنِ الخطابِ - رضي الله عنه -، أنَّه كان يَنهَى أن يُصبَغَ العَصْبُ (٢) بالبَولِ، وأَنَّه كانَتِ الحُلَّةُ تُنسَجُ لأصحابِ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَبلُغُ الحُلَّةُ ألفَ دِرهَمٍ وأَكثَرَ (٣).

قال الشيخُ: الحُلَّةُ التي كانوا يَلبَسونَها ثَوبانِ إزارٌ ورِداءٌ، إلَّا أنَّها كانَت مِن قَزٍّ.

بابُ الرُّخصَةِ لِلرِّجالِ في لُبسِ الخَزِّ (٤)

٦١٦٠ - أخبرَنا أبو عليٍّ الرّوذبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عثمانُ بنُ محمدٍ الأنماطِىُّ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عبدِ اللَّهِ


(١) المصنف في الآداب عقب (٧١٨). وتقدم في (٦٠٤١).
(٢) العصب: برد يصبغ غزله ثم ينسج. المصباح المنير ص ١٥٧ (ع ص ب).
(٣) أخرجه عبد الرزاق (١٤٩٨) من طريق نافع به. وعنده: ابن عمر أو عمر.
(٤) في الأصل: "الحرير". والخز نوعان؛ أحدهما ثياب تنسج من صوف وحرير، وهى مباحة وقد لبسها الصحابة والتابعون، والنوع الآخر كله من الحرير فهو حرام. ينظر النهاية ٢/ ٢٨.