كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الطهارة - باب الرخصة في البداية باليسار - ج: 1 - ص: 261

قالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا لَبِستُم وإذا تَوَضّأتُم فابدَءوا بأَيامِنِكُم" (١).

بابُ الرُّخصَةِ في البِدايَةِ (٢) باليَسارِ

٤٠٩ - أخبرَنا أبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ، حدثنا أبو الحسنِ عليّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدثنا ابنُ صاعِدٍ، حدثنا عبدُ الجَبّارِ بنُ العَلاءِ، حدثنا مَروانُ، حدثنا إسماعيلُ يَعنِي ابنَ أبي خالِدٍ، عن زيادٍ يَعنِي مَولَى بنى مَخزومٍ قالَ: جاءَ رجلٌ إلى عليٍّ - رضي الله عنه - فسأَلَه عن الوُضوءِ، فقالَ: أبدأُ باليَمينِ أو بالشِّمالِ؟ فأَضرَطَ عَلِيٌّ به (٣) ثم دَعا بماءٍ، فبَدأَ بالشِّمالِ قبلَ اليَمينِ (٤).

ورواه حَفصُ بنُ غياثٍ عن إسماعيلَ عن زيادٍ قالَ: قالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: ما أُبالِي لَو بَدأتُ بالشِّمالِ قبلَ اليَمينِ إذا تَوَضّأتُ (٥).

ورواه عَوفٌ عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ هِندٍ قال: قالَ عَلِيٌّ - رضي الله عنه -: ما أُبالِي إذا أتمَمتُ وُضوئى بأَيِّ أعضائى بَدأتُ (٦). ويَحتَمِلُ أن يَكونَ مُرادُه بما أطلَقَ في هذا ما فسَّرَه في رِوايَةِ حَفصِ بنِ غياثٍ، واللَّهُ أعلمُ، على أنَّه مُنقَطِعٌ.

---

(١) في ر: "بميامنكم".
والحديث أخرجه ابن خزيمة (١٧٨) من طريق عمرو بن خالد به. وأحمد (٨٦٥٢)، وأبو داود (٤١٤١)، وابن ماجه (٤٠٢)، وابن حبان (١٠٩٠) من طريق زهير به. قال الذهبى ١/ ٩١: هذا غريب فرد.
(٢) في ر، م: "البداءة".
(٣) أضرط به: استخف به وأنكر قوله، وهو من قولهم: تكلم فلان فأضرط به فلان، وهو أن يجمع شفتيه ويخرج من بينهما صوتًا يشبه الضراطة على سبيل الاستخفاف والاستهزاء. النهاية ٣/ ٨٤.
(٤) الدارقطني ١/ ٨٧.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة (٤٢٢)، والدارقطنى ١/ ٨٩ من طريق حفص به.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (٤٢١)، والدارقطنى ١/ ٨٨، ٨٩ من طريق عوف به =