على ضَعفِ رِوايَةِ ابنِ أُكَيمَةَ، أَو أَرادَ بما فى حَديثِ ابنِ أُكَيمَةَ المَنعَ عن الجَهرِ بالقراءةِ خَلفَ الإمامِ، أَوِ المَنعَ عن قراءةِ السّورَةِ فيما يُجهَرُ فيه بالقراءةِ، وهو مِثلُ حَديثِ عِمرانَ بنِ حَصينٍ الوارِدِ فى هذا البابِ، وهو مَذكورٌ فى البابِ الذى يَليهِ.
بابُ مَن قال: لا يَقرأُ خَلفَ الإِمامِ على الإطلاقِ
٢٩٣٥ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو أحمدَ بَكرُ بنُ محمدِ بنِ حَمدانَ الصَّيرَفىُّ، حدَّثَنا عبدُ الصَّمَدِ بنُ الفَضلِ البَلخِىُّ، حدَّثَنا مَكِّىُّ بنُ إِبراهيمَ، عن أبى حَنيفَةَ، عن موسَى بنِ أبى عائشَةَ، عن عبدِ اللَّه بنِ شَدّادِ بنِ الهادِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، عن النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنَّه صَلَّى وكانَ مَن خَلفَه يَقرأُ، فجَعَلَ رجلٌ مِن أَصحابِ النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَنهاه عن القراءةِ فى الصَّلاةِ، فلَمَّا انصَرَفَ أَقبَلَ عليه الرَّجُلُ فقالَ: أَتَنهانِى عن القراءةِ خَلفَ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟! فتَنازَعا حَتَّى ذَكَرا ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالَ النبىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَن صَلَّى خَلفَ الإمامِ فإِنَّ قراءةَ الإمامِ له قراءةٌ"(١).
هَكَذا رواه جَماعَةٌ عن أبى حَنيفَةَ مَوصولًا، ورواه عبدُ اللَّه بنُ المُبارَكِ عنه مُرسلًا دونَ ذِكرِ جابِرٍ، وهو المَحفوظُ:
٢٩٣٦ - أَخبَرَناه أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ
(١) أبو حنيفة فى مسنده ١/ ٢٢٨، ومن طريقه أبو يوسف فى الآثار (١١٣)، والطحاوى فى شرح المعانى ١/ ٢١٧، وابن عدى فى الكامل ٧/ ٢٤٧٧، والدارقطنى ١/ ٣٢٣، ٣٢٤، وقال: لم يسنده عن موسى بن أبى عائشة غير أبى حنيفة والحسين بن عمارة، وهما ضعيفان.