كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب البيوع - جماع أبواب الربا - ج: 11 - ص: 42

جِماعُ أبوابِ الرِّبا

بابُ تَحريم الرِّبا وأنَّه مَوضوعٌ مَردودٌ إلَى رأسِ المالِ

قال اللَّهُ جلَّ ثناؤُه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: ٢٧٨، ٢٧٩].

١٠٥٦٢ - أخبرَنا أبو عبد اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبد اللَّهِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أبي، حدثنا عمرُو بن زُارَةَ، حدثنا حاتِمُ بن إسماعيلَ، عن جَعفَرِ بِن محمدٍ، عز أبيه، عن جابِرِ بنِ عبد اللَّه في حَجَّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وخُطبَتِه بعَرَفَةَ قال: فقالَ يَعنِي رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ دِماءَكم وأَموالَكُم حَرامٌ عَلَيكُم، كَحُرمَةِ يَومِكُم هذا، في شَهرِكُم هذا، في بَلَدِكُم هذا، ألا وإِنَّ كُلَّ شَئٍ مِن أمرِ الجاهِليَّةِ مَوضوعٌ تَحتَ قَدَمَيَّ هاتَين، ودِماءُ الجاهِليَّةِ مَوضوعَةٌ، وأَوَّلُ دَمٍ أضَعُه دَمٌ لِرَبيعَةَ (١) بنِ الحارِث، كان مُستَرضَعًا في بَنِي سَعدٍ فقَتَلَته هُذَيلٌ في زَمَنِ الجاهِليَّة، ورِبا الجاهِليّةِ مَوضوعٌ، وأَوَّلُ رِبًا أضَعُه رِبا العباسِ بنِ عبد المُطَّلِبِ فإِنَّه مَوضوعٌ كُلُّه" (٢). وذَكَرَ الحديثَ. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبي بكرِ بنِ أبي شَيبَةَ وغَيرِه عن حاتِمِ بنِ إسماعيلَ (٣).

١٠٥٦٣ - وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا محمدُ بن بكرٍ، حدثنا

---

(١) في م: "ربيعة".
(٢) تقدم تخريجه في (٨٨٩٧).
(٣) مسلم (١٢١٨/ ١٤٧).