للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فخَرَجَ المُشرِكونَ فحَمَلوا عَلَينا حَتَّى رأينا خَيلَنا وراءَ ظُهورِنا، وفِى القَومِ رَجُلٌ يَحمِلُ عَلَينا فيَدُقُّنا ويَحطِمُنا، فهَزَمَهُمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وجَعَلَ يُجاءُ بهِم فيُبايِعونَه على الإسلامِ، فقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ علىَّ نَذرًا إن جاءَ اللهُ بالرَّجُلِ الَّذِى كان مُنذُ اليَومِ يَحطِمُنا لأضرِبَنَّ عُنُقَه. فسَكَتَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وجِئَ بالرَّجُلِ، فلَمّا رأى رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: يا رسولَ اللهِ، تُبتُ إلَى اللهِ. فأمسَكَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لا يُبايِعُه ليَفِىَ الرَّجُلُ بنَذرِه. قال: فجَعَلَ الرَّجُلُ يَتَصدَّى لِرسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ليأمُرَه بقَتلِه، وجَعَلَ يَهابُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أن يَقتُلَه، فلَمّا رأى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه لا يَصنَعُ شَيئًا بايَعَه، فقالَ الرَّجُلُ: يا رسولَ اللهِ، نَذرِى. قال: "إنِّى لَم أُمسِكْ عنه مُنذُ اليَومِ إلَّا لِتُوفِىَ بنَذرِكَ". فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ألا أومَضتَ إلَىَّ؟ فقالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّه لَيسَ لِنَبِىٍّ أن يومِضَ" (١).

بابُ مَن ماتَ وعَلَيه نَذرٌ

٢٠١٧٢ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ قال: قَرأتُ على أبى اليَمانِ أن شُعَيبَ بنَ أبى حَمزَةَ أخبَرَه عن الزُّهرِىِّ، أخبرَنِى عُبَيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُتبَةَ بنٍ مَسعودٍ، أن ابنَ عباسٍ -رضي الله عنهما- قال: إنَّ سَعدَ بنَ عُبادَةَ


(١) أبو داود (٣١٩٤). وأخرجه أحمد (١٢٥٢٩) من طريق عبد الوارث به. والترمذى (١٠٣٤)، وابن ماجه (١٤٩٤) من طريق أبى غالب نافع به مختصرًا، وقال الترمذي: حسن. وصححه الألباني في صحيح أبى داود (٢٧٣٥)