١٦١٢٥ - أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مُعاذُ بنُ موسَى، عن بُكَيرِ بنِ مَعروفٍ، عن مُقاتِلِ بنِ حَيّانَ، قال مُقاتِلٌ: أخَذتُ هذا التَّفسيرَ عن نَفَرٍ -حَفِظَ مُعاذٌ مِنهُم مُجاهِدًا والحَسَنَ والضَّحّاكَ بنَ مُزاحِمٍ- في قَولِه:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} الآيَة. قال: كان كُتِبَ على أهلِ التَّوراةِ: مَن قَتَلَ نَفسًا بغَيرِ نَفسٍ حُقَّ أن يُقادَ بها ولا يُعفَى عنه ولا تُقبَلَ مِنه الدّيَةُ، وفُرِضَ على أهلِ الِإنجيلِ أن يُعفَى عنه ولا يُقتَلَ، ورُخِّصَ لأُمَّةِ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- إن شاءَ قَتَلَ، وإِن شاءَ أخَذَ الدّيَةَ، وإِن شاءَ عَفا، فذَلِكَ قَولُه:{ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} يقولُ: الدّيَةُ تَخفيفٌ مِنَ اللهِ؛ إذ جَعَلَ الدّيَةَ ولا يُقتَلُ، ثُمَّ قال:{فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ} يقولُ:
(١) أبو عبيد في غريب الحديث ١/ ٢٥٤. وأخرجه عبد الرزاق (١٧٨٩٢) -ومن طريقه الدارقطني ٣/ ١٤٠ - عن معمر به بنحوه. قال ابن حجر في التلخيص ٤/ ١٥: صححه ابن القطان.