قال الشيخُ: قَولُه: إنَّما هو تَوَهُّمٌ في الحديثِ. إشارَةٌ إلَى ما ذَكَرْنا مِن أنَّه لَيسَ بوارِدٍ في المَعدِنِ، إنَّما هو فيما هو في مَعنَى الرِّكازِ مِن أموالِ الجاهِليَّةِ، واللَّهُ أعلَمُ.
٧٧١٧ - أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ، أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ حَيّانَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ، حدثنا أبو عامِرٍ، حدثنا الوَليدُ بنُ مسلِمٍ، حدثنا حَفصُ بنُ غَيلانَ، عن مَكحولٍ، أنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ -رضي الله عنه- جَعَلَ المَعدِنَ بمَنزِلَةِ الرِّكازِ فيه الخُمُسُ. وهَذا مُنقَطِعٌ؛ مَكحولٌ لَم يُدرِكْ زَمانَ عُمَرَ -رضي الله عنه-.
بابُ مَن قال: لا شَئَ في المَعدِنِ حَتَّى يَبلُغَ نِصابًا
٧٧١٨ - أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا حَمّادٌ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، عن مَحمودِ بنِ لَبيدٍ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأنصارِىِّ قال: كُنّا عِندَ رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءَ رَجُلٌ بمِثلِ بَيضَةٍ مِن ذَهَبٍ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أصَبتُ هذه مِن مَعدِنٍ، فخُذْها فهِىَ صَدَقَةٌ ما أملِكُ غَيرَها. فأَعرَضَ عنه رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ أتاه مِن قِبَلِ رُكنِه الأيمَنِ فقالَ مِثلَ ذَلِكَ فأَعرَضَ عنه، ثُمَّ أتاه مِن رُكنِه الأيسَرِ فأَعرَضَ عنه، ثُمَّ أتاه مِن خَلفِه فأَخَذَها رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فحَذَفَه بها، فلَو أصابَته لأوجَعَتْه أو لَعَقَرَتْه، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "يأتِى أحَدُكُم بما يَملِكُ فيَقولُ: هذه صَدَقَةٌ. ثُمَّ يَقعُدُ يَستَكِفُّ النّاسَ! خَيرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظَهرِ غِنًى"(١).
(١) أبو داود (١٦٧٣). وأخرجه ابن خزيمة (٢٤٤١) من طريق ابن إسحاق به. وقال الألبانى في ضعيف أبى داود (٣٦٩): ضعيف، إنما يصح عنه جملة: "خير الصدقة ... ".