للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في ضالَّةِ الغَنَمِ؟ قال: "طَعامٌ مأكولٌ لَكَ أو لأخيكَ أو لِلذِّئبِ، احبِسْ على أخيكَ ضالَّتَه". قال: يا رسولَ اللَّهِ فكَيفَ تَرَى في ضالَّةِ الإبِلِ؟ فقالَ: "ما لَكَ ولَها؟! مَعَها سِقاؤُها وحِذاؤُها (١)، ولا يُخافُ عَلَيها الذِّئبُ، تأكُلُ الكَلأَ وتَرِدُ الماءَ، دَعْها حَتَّى يأتِىَ طالِبُها" (٢).

مَن قال بالأوَّلِ أجابَ عن هَذا بأَنَّ هَذا الخَبَرَ ورَدَ فيما يوجَدُ مِن أموالِ الجاهِليَّةِ ظاهِرًا فوقَ الأرضِ في الطَّريقِ غَيرِ المِيتاءِ وفِي القَريَةِ غَيرِ المَسكونَةِ، فيَكونُ فيه وفِى الرِّكازِ الخُمُسُ، ولَيسَ ذَلِكَ مِنَ المَعدِنِ بسَبيلٍ، وذَكَرَ الشّافِعِىُّ في رِوايَةِ الزَّعفَرانِىِّ عنه اعتِلالَهُم بالحَديثِ الأوَّلِ، ثُمَّ قال: هو عِندَ أهلِ الحديث ضَعيفٌ. وذَكَرَ اعتِلالَهُم بحَديثِ هِشامِ بنِ سَعدٍ عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ هَذا، ثُمَّ قال: إن كان حَديثُ عمرٍو يَكونُ حُجَّةً فالَّذِى رَوَى حُجَّة عَلَيه في غَيرِ حُكْمٍ، وإِن كان حَديثُ عمرٍو غَيرَ حُجَّةٍ، فالحُجَّةُ بغَيرِ حُجَّةٍ، جَهلٌ. ثُمَّ ذَكَرَ مُخالفَتَهم الحديثَ في الغَرامَةِ وفِى التَّمرِ الرُّطَبِ إذا آواه الجَرينُ وفِى اللُّقَطَةِ، ثُمَّ قال: فخالَفَ حَديثَ عمرٍو الَّذِى رَواه في أحكامٍ غَيرِ واحِدَةٍ فيه، واحتَجَّ مِنه بشَئٍ واحِدٍ، إنَّما هو تَوَهُّمٌ في الحديثِ، فإِن كان حُجَّةً في شَئٍ فليَقُلْ به فيما تَرَكَه فيهِ (٣).


(١) حذاؤها: أخفافها. عون المعبود ٢/ ٦٤.
(٢) أخرجه ابن الجارود (٦٧٠) عن ابن عبد الحكم به مختصرا. والنسائى في الكبرى (٥٨٢٧)، وابن خزيمة (٢٣٢٧) من طريق ابن وهب به مختصرا. وأحمد (٦٦٨٣)، وأبو داود (١٧١٠، ١٧١٢، ١٧١٣) من طريق عمرو بن شعيب به نحوه. وسيأتى في (١٧٣٦٣، ١٩٦٨٥)، وحسنه الألبانى في صحيح أبى داود (١٥٠٤ - ١٥٠٧).
(٣) ينظر المعرفة عقب (٢٣٨٢).