للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إسحاقَ المُزَكِّى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى عمرُو بنُ الحارِثِ وهِشامُ ابنُ سَعدٍ، عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ، أنَّ رَجُلًا مِن مُزَينَةَ أتَى رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ كَيفَ تَرَى في حَريسَةِ الجبَلِ (١)؟ قال: "هِىَ ومِثلُها والنَّكالُ، لَيسَ في شَئٍ مِنَ الماشيَةِ قَطعٌ إلَّا فيما آواه المُواحُ (٢) وبَلَغَ ثَمَنَ المِجَنِّ (٣) ففيه قَطعُ اليَدِ، وما لَم يَبلُغْ ثَمَنَ المِجَنِّ ففيه غَرامَةُ مِثليَه وجَلَداتُ نَكالٍ". قال: يا رسولَ اللَّهِ فكَيفَ تَرَى في الثَّمَرِ المُعَلَّقِ؟ قال: "هو ومِثلُه مَعَه والنَّكالُ، ولَيسَ في شَئٍ مِنَ الثَّمَرِ المُعَلَّقِ قَطعٌ إلَّا ما آواه الجَوينُ (٤)، فما أُخِذَ مِنَ الجَوينِ فبَلَغَ ثَمَنَ المِجَنِّ ففيه القَطعُ، وما لَم يَبلُغْ ثَمَنَ المِجَنِّ ففيه عرامَةُ مِثيَه وجَلَداتُ نَكالٍ". قال: فكَيفَ تَرَى فيما يُؤخَذُ في الطَّريقِ المِيتاءِ (٥) أو القَريَةِ المَسكونَةِ؟ قال.: "عَرِّفْه سنةً، فإِن جاءَ باغيه فادفَعْه إلَيه وإلَّا فشأنَكَ به، فإِن جاءَ طالِبُه يَومًا مِنَ الدَّهرِ فأَدِّه إلَيه، فما كان في الطَّريقِ غَيرِ المِيتاءِ وفِى القَريَةِ غَيرِ المَسكونِةِ ففيه وفِى الرِّكازِ الخُمُسُ". قال: يا رسولَ اللَّهِ فكَيفَ تَرَى


(١) حريسة الجبل: هى ما في المراعى من المواشى، فـ "حريسة" بمعنى محروسة، قال أبو عبيد: وبعضهم يجعلها السرقة نفسها. وقال أبو عبيدة: هى التى تحترس، أى: تسرق، من الجبل. ينظر غريب الحديث لأبى عبيد ٣/ ١٦٣، ومشارق الأنوار ١/ ١٨٨.
(٢) تقدم معنى المراح في (٧٤٠٩).
(٣) المجن: الترس، وهو ما يُتوقى به في الحرب؛ لأنه يوارى حامله؛ أى يستره. ينظر النهاية ١/ ٣٠٨.
(٤) الجرين: موضع تجفيف التمر. النهاية ١/ ٢٦٣.
(٥) الطريق الميتاء: هى المسلوكة التى تأتيها الناس، وهو مفعال من الإتيان. والميم زائدة، وبابه الهمزة. ينظر معالم السنن ٢/ ٩١، والنهاية ٤/ ٣٧٨.