كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الضحايا - باب ما جاء في الضبع والثعلب - ج: 19 - ص: 438

محمدٍ، عن عائشةَ - رضي الله عنها - أنَّها قالَت: كانَتِ الأوزاغُ يَومَ أُحرِقَت بَيتُ المَقدِسِ جَعَلَت تَنفُخُ النّارَ بأَفواهِها، والوَطواطُ يُطفِئُها بأَجنِحَتِها. قال أبو نَصرٍ يَعنِي عبدَ الوَهّابِ بنَ عَطاءٍ: هو الخُفّاشُ (١).

١٩٤١٠ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ، حدثنا يَحيَى، حدثنا عبدُ الوَهّابِ، أخبرَنا هِشامٌ الدَّستُوائيُّ، عن قَتادَةَ، عن زُرارَةَ بنِ أوفَى، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو - رضي الله عنهما - قال: لا تَقتُلوا الضَّفادِعَ؛ فإِنَّ نَقيقَها تَسبيحٌ، ولا تَقتُلوا الخُفّاشَ؛ فإِنَّه لما خَرِبَ بَيتُ المَقدِسِ قال: يا رَبِّ سَلِّطْنِي على البحرِ حَتَّى أُغرِقَهُم (٢). فهَذانِ مَوقوفانِ في الخُفّاشِ، وإِسنادُهُما صَحيحٌ.

فالَّذِي أُمِرَ بقَتلِه في الحِلِّ والحَرَمِ يَحرُمُ أكلُه؛ إذ لَو كان حَلالًا لَما أُمِرَ بقَتلِه في الحَرَمِ ولا في الإحرامِ وقَد نَهَى اللهُ عن قَتلِ الصَّيدِ في الإحرامِ، والَّذِي نُهِيَ عن قَتلِه يَحرُمُ أكلُه؛ إذ لَو كان حَلالًا لأُمِرَ بذَبحِه ولَما نُهِي (٣) عن قَتلِه كما لَم يُنْهَ عن قَتلِ ما يَحِلُّ ذَبحُه وأَكلُه، واللهُ أعلَمُ.

بابُ ما جاءَ في الضَّبُعِ والثَّعلَبِ

١٩٤١١ - أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ القاضِي في آخَرينَ قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ

---

(١) أخرجه أبو عبيد في غريب الحديث ٤/ ٤٧٠، والفاكهي في أخبار مكة ٣/ ٣٩٨ من طريق حنظلة بن أبي سفيان به.
(٢) أخرجه ابن عدي في الكامل ٦/ ٢٣٨٤ من طريق قتادة به مقتصرًا على ذكر الضفادع.
(٣) بعده في س، م: "عنه ولما نهى".