للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقولُ: كانَت ضَوالُّ الإبِلِ في زَمانِ عُمَرَ بنِ الخطابِ إبِلًا مُؤَبَّلَةً (١) تَناتَجُ لا يَمَسُّها، حَتَّى إذا كان زَمانُ عثمانَ بنِ عَفّانَ أمَرَ بمَعرِفَتِها وتَعريفِها ثُمَّ تُباعُ، فإِذا جاءَ صاحِبُها أُعطى ثَمَنَها (٢).

بابُ الاختيارِ في أخذِ اللُّقَطَةِ إذا كان مِن أهلِ الأمانَةِ، ومَنِ اختارَ تَركَها

١٢٢٠٩ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ الرَّمادِىّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا سفيانُ، عن سلمةَ بنِ كُهَيلٍ، عن سُوَيدِ ابنِ غَفَلَةَ قال: خَرَجتُ مَعَ زَيدِ بنِ صُوحانَ وسَلمانَ بنِ رَبيعَةَ، فالتَقَطتُ سَوطًا بالعُذَيبِ (٣) فقالا: دَعْه دَعْه. قُلتُ: واللهِ لا أدَعُه تأكُلُه السِّباعُ لأستَمتِعَنَّ به. فقَدِمتُ على أُبَىِّ بنِ كَعبٍ، فذَكَرتُ ذَلِكَ له، فقالَ: أحسَنتَ أحسَنتَ، إنِّى وجَدتُ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - صرُّةً فيها مِائَةُ دينارٍ، فأتَيتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: "عَرِّفْها حَولًا". فعَرَّفتُها حَولًا، ثُمَّ أتَيتُه فقالَ: "عَرِّفْها حَولًا". فعَرَّفتُها حَولًا، ثُمَّ أتَيتُه فقالَ: "عَرِّفْها حَولًا". فأتَيتُ بها بَعدَ أحوالٍ ثَلاثَةٍ فقالَ: "اعرِفْ عَدَدَها ووِكاءَها ووِعاءَها، فإِن جاءَ أحَدٌ يُخبِرُكَ بعَددِها ووِكائِها


(١) إبلا مؤبلة: هى في الأصل المجعولة للقنية، والمعنى أنها كالمؤبلة المقتناة في عدم تعرض أحد لها واجتزائها بالكلأ. ينظر شرح الزرقانى على الموطأ ٤/ ٦.
(٢) مالك في الموطأ برواية ابن بكير (١١/ ١٥ و- مخطوط)، وبرواية يحيى الليثى ٢/ ٧٥٩، ومن طريقه المصنف في المعرفة (٣٨٢٦).
(٣) العذيب: اسم ماء لبنى تميم على مرحلة من الكوفة مُسمًّى بتصغير العَذْب. النهاية ٣/ ١٩٥٣.