مُدبِرًا، ولا تُجيزوا على جَريحٍ (١)، وانظُروا ما حُضِرَت به الحَربُ مِن آنيَةٍ فاقبِضوه، وما كان سِوَى ذَلِكَ فهو لِوَرَثَتِهِ.
قال رَحِمَه اللَّهُ: هذا مُنقَطِعٌ، والصَّحيحُ أنَّه لَم يأْخُذْ شَيئًا ولَم يَسلُبْ قَتيلًا.
١٦٨٢٤ - وأخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بن عليِّ بنِ عَفَّانَ العامِرِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بن موسَي، أخبرَنا أبو مَيمونَةَ، عن أبي بَشيرٍ الشَّيبانِيِّ في قِصَّةِ حَربِ الجَمَلِ قال: فاجتَمَعوا بالبَصرَةِ فقالَ عليٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: مَن يأخُذُ المُصحَفَ ثُمَّ يقولُ لَهُم: ماذا تَنقِمونَ؟ تُريقونَ دِماءَنا ودِماءَكُم؟ فقالَ رَجُلٌ: أنا يا أميرَ المُؤمِنينَ. قالَ: إنَّكَ مَقتولٌ. قال: لا أُبالِي. قال: خُذِ المُصحَفَ. قالَ: فذَهَبَ إلَيهِم فقَتَلوه. ثُمَّ قال مِنَ الغَدِ مِثلَ ما قال بالأمسِ. فقالَ رَجُلٌ: أنا. قال: إنَّكَ مَقتول كما قُتِلَ صاحِبُكَ. قال: لا أُبالِي. قال: فذَهَبَ فقُتِلَ. ثُمَّ قُتِلَ آخِرَ كُلِّ يَومٍ واحِدٌ. فقالَ عليٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: قَد حَلَّ لَكُم قِتالُهُمُ الآنَ. قال: فبَرَزَ هَؤُلاءِ وهَؤُلاء، فاقتَتَلوا قِتالًا شَديدًا. وذَكَرَ الحديثَ، قال أبو بَشيرٍ: فرَدَّ عَلَيهِم ما كان في العَسكَرِ حَتَّى القِدرَ.
بابٌ: أهلُ البَغيِ إذا فاءوا لَم يُتبَعْ مُدبِرُهُم، ولَم يُقَتَلْ أَسيرُهُم، ولَم يُجهَزْ على جَريحِهِم، ولَم يُستَمتَعْ بشَئٍ مِن أموالِهِم
١٦٨٢٥ - فيما أجازَ لِي أبو عبد اللهِ الحافظُ رِوايَتَه عنه، حَدَّثَنَا أبو العباس، حَدَّثَنَا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشَّافِعِيُّ وأظُنُّه عن إبراهيمَ بنِ محمدٍ، عن جَعفَرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن جَدِّه عليِّ بنِ الحُسَينِ قال: دَخَلتُ على
(١) أجاز عليه، لغة في: أجهز عليه: أي: أثبت قتله. ينظر التاج ١٥/ ٨٨، ٩٠ (ج و ز، ج هـ ز).