كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصوم - باب ما يفطر عليه - ج: 8 - ص: 531

أنَّ عُمَرَ وعُثمانَ كانا يُصَلِّيانِ المَغرِبَ حينَ يَنظُرانِ إلَى اللَّيلِ الأسوَدِ، ثُمَّ يُفطِرانِ بَعدَ الصَّلاةِ وذَلِكَ في رَمَضانَ (١). قال الشّافِعِيُّ في "المبسوط": كأَنَّهُما يَرَيانِ تأخيرَ ذَلِكَ واسِعًا، لا أنَّهُما يَعمَدانِ الفَضلَ لِتَركِه بَعدَ أن أُبيحَ لَهُما وصارا مُفطِرَينِ بغَيرِ أكلٍ وشُربٍ؛ لأنَّ الصَّومَ لا يَصلُحُ في اللَّيلِ.

٨٢٠٧ - وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو عثمانَ البَصرِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أخبرَنا يَعلَى بنُ عُبَيدٍ، حدثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن عمرِو بنِ مَيمونٍ قال: كان أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أعجَلَ النّاسِ إفطارًا وأَبطأهُم سُحورًا (٢).

بابُ ما يُفطَرُ عَلَيهِ

٨٢٠٨ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عُثمانُ بنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا عبدُ الواحِدِ يَعنِي ابنَ زيادٍ، حدثنا عاصِمٌ الأحوَلُ، عن حَفصَةَ بنتِ سيرينَ، عن الرَّبابِ، عن عَمِّها سَلمانَ بنِ عامِرٍ قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحَدُكُم صائمًا فليُفطِرْ على التَّمرِ، فإِن لَم يَجِدِ التَّمرَ فعَلَى الماءِ؛ فإِنَّ الماءَ طَهورٌ" (٣). رَواه أبو داودَ عن مُسَدَّدٍ (٤).

---

(١) المصنف في المعرفة (٢٥٠٦) عن أبي بكر به. والشافعي ٢/ ٩٧، ومالك ١/ ٢٨٩.
(٢) أخرجه الفريابي في الصيام (٥٦) من طريق أبي إسحاق به.
(٣) أخرجه أحمد (١٦٢٢٦)، والترمذي (٦٥٨)، والنسائي في الكبرى (٣٣١٩)، وابن ماجه (١٦٩٩)، وابن خزيمة (٢٠٦٧) من طريق عاصم به. وقال الترمذي: حسن.
(٤) أبو داود (٢٣٥٥). وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (٥٠٩).