كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الحج - باب: لا ينفر صيد الحرم، ولا يعضد شجره ولا يختلى خلاه إلا الإذخر - ج: 10 - ص: 332

أُخرَى عن الحَجّاجِ عن عَطاءٍ، أن عائشةَ وابنَ عباسٍ والحَسَنَ أوِ الحُسَينَ كَرِهوا ذَبحَ الصَّيدِ بمَكَّةَ، ولَم يَرَوا بأسًا أن يُدخَلَ به مَذبوحًا (١).

ورُوِّينا عن عَطاءٍ أنه قال: إذا أصابَ الحَلالُ في الحَرَمِ الصَّيدَ، حُكِمَ عَلَيه كما يُحكَمُ على المُحرِمِ. قال: والمُحرِمُ إذا أصابَ في الحَرَمِ فعَلَيه كَفّارَةٌ واحِدَةٌ (٢).

بابٌ: لا يُنَفَّرُ صَيدُ الحَرَمِ، ولا يُعضَدُ شَجَرُه ولا يُختَلَى خَلاه إلَّا الإذخِرَ

١٠٠٣٦ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا عثمانُ بنُ أبى شَيبَةَ، حدثنا جَريرٌ. قال: وأخبرَنا أبو الفَضلِ محمدُ بنُ إبراهيمَ واللَّفظُ له، حدثنا أحمدُ بنُ سلَمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحَنظَلِيُّ، أخبرَنا جَريرٌ، عن مَنصورٍ، عن مُجاهِدٍ، عن طاوُسٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال يَومَ الفَتحِ، فتحِ مَكَّةَ: " [لا هِجرَةَ، ولَكِن جِهادٌ ونيَّةٌ، فإِذا استُنفِرتُم فانفِروا". وقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَومَ الفَتحِ فتحِ مَكَّةَ] (٣): "إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَه اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ، فهو حَرامٌ بحُرمَةِ اللَّهِ إلَى يَومِ القيامَةِ؛ لا يُختَلَى خَلاها (٤)، ولا يُعضَدُ

---

(١) أخرجه عبد الرزاق (٨٣٠٥)، والفاكهى في أخبار مكة (٢٢٤٤) من طريق عطاء عن ابن عباس وحده بمعناه.
(٢) بعد هذا الموضع في "س": باب ما يفسد الحج وهو ساقط في مكانه، وموضعه عقب (٩٨٦٣).
(٣) ليس في: ص ٤.
(٤) الخلا: النبات الرطب الرقيق ما دام رطبًا. واختلاؤه قطعه. النهاية ٢/ ٧٥. وينظر شرح النووي على =