للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نَفسِه، ورَضِىَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، لَم يَجُزْ أن يَكونَ له ابنًا أبَدًا، وإِنَّما قال رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الوَلَدُ لِلفِراشِ". وكَذَلِكَ إذا لَم يُعتِقِ الرَّجُلُ رَجُلًا لَم يَجُز أن يَكونَ مَنسوبًا إلَيه بالوَلاءِ، فيُدخِلَ على عاقِلَتِه المَظلِمَةَ فى عَقْلِهِم عنه، ويَنسِبَ إلَى نَفسِه ولاءَ مَن لَم يُعتِقْ؛ وإِنَّما قال رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الوَلاءُ لمن أعتَقَ". قال: وبَيِّنٌ فى قَولِه: "إنَّما الوَلاءُ لمن أعتَقَ". أنَّه لا يَكونُ الوَلاءُ إلا لمن أعتَقَ (١).

بابُ ما يُستَدَلُّ به على نَسخِ آيَةِ المُعاقَدَةِ

٢١٤٨٠ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ أحمدَ الجُرجانِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ مُكرَمٍ، حدثنا عثمانُ بنُ أبى شَيبَةَ، حدثنا أبو أُسامَةَ، حدثنا إدريسُ الأَوْدِىُّ، حدثنا طَلحَةُ بنُ مُصَرِّفٍ، عن سعيدِ ابنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عباسٍ -رضى اللَّه عنهما- فى قَولِه عَزَّ وجَلَّ: (والَّذين عاقَدَت (٢) أيمانُكُم فآتوهُم نَصيبَهُم). قال: كان المهاجِرونَ حينَ قَدِموا المَدينَةَ يُوَرِّثونَ الأنصارَ دونَ ذَوِى رَحِمِه؛ للأُخوَّةِ التى آخَى النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بَينَهُم، فأُنزِلَت هذه الآيَةُ: {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [النساء: ٣٣]. فنُسِخَت، ثُمَّ قال: (والَّذين عاقَدَت (٢) أيمانُكُم فآتوهُم نَصيبَهُم). مِنَ النَّصرِ والنَّصيحَةِ والرِّفادَةِ، ويُوصِى لَهُم، وقَد ذَهَبَ الميراثُ (٣). رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن الصَّلْتِ بنِ محمدٍ وغَيرِه عن أبى أُسامَةَ (٤).


(١) الأم ٤/ ٧٧.
(٢) كذا فى النسخ، وهى قراءة نافع وابن كثير وأبى عمرو وأبى جعفر ويعقرب وابن عامر. النشر ٢/ ١٨٧.
(٣) المصنف فى الصغرى (٤٤٦٢). وتقدم فى (١٢٦٥٣).
(٤) البخارى (٢٢٩٢، ٤٥٨٠، ٦٧٤٧).