ثُمَّ قال: إنَّ أهوَنَ السَّقيِ التَّشريعُ. قال: ثُمَّ فرَّقَ بَينَهُم وسألَهُم فاختَلَفوا، ثُمَّ أقَرّوا بقَتلِه، فأحسِبُه قال: فقَتَلَهُم به. قال أبو عُبَيدٍ: حَدَّثَنيه رَجُلٌ لا أحفَظُ اسمَه عن هِشامِ بنِ حَسّانَ، عن ابنِ سيرينَ، عن عليٍّ. قال أبو عُبَيدٍ: قَولُه:
أورَدَها سَعدٌ وسَعدٌ مُشتَمِلْ
هذا مَثَلٌ، يُقالُ إنَّ أصلَه أنَّ رَجُلًا أورَدَ إبِلَه ماءً لا تَصِلُ إلَى شُربِه إلا بالاستِقاء، ثُمَّ اشتَمَلَ ونامَ وتَرَكَها، يقولُ: فهَذا الفِعلُ لا تَروَى به الإبِلُ، وقَولُه: إنَّ أهوَنَ السَّقي التَّشريعُ. هو مَثَلٌ أيضًا، يقولُ: إنَّ أيسَرَ ما يَنبَغِي أن يُفعَلَ بها أن يُمَكِّنَها مِنَ الشَّريعَةِ أوِ الحَوضِ. يقولُ: إنَّ أهوَنَ ما كان يَنبَغِي لِشُرَيحٍ أن يَفعَلَ أن يَستَقصِيَ في المَسألَةِ والنَّظَرِ والكَشفِ عن خَبَرِ الرَّجُلِ حَتَّى يُعذَرَ في طَلَبِه، ولا يَقتَصِرَ على طَلَبِ البَيِّنَةِ فقَط (١).
بابٌ: لا يَقضِي وهو غَضبانُ
٢٠٣٠١ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي عبدُ الرَّحمَنِ ابنُ الحَسَنِ القاضِي، حدثنا إبراهيمُ بن الحُسَينِ، حدثنا آدَمُ بن أبي إياسٍ، حدثنا شُعبَةُ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بن عُمَيرٍ قال: سَمِعتُ عبدَ الرَّحمَنِ بنَ أبي بكرَةَ يقولُ:
(١) أبو عبيد في غريب الحديث ٣/ ٤٧٧، ٤٧٨. وينظر مصنف عبد الرزاق (١٨٢٩٢). وفي حاشية الأصل: "قلت: الذي يظهر من قول على رضي الله عنه: إن أهون السقى التشريع. أن ما فعله شريح من طلب للبينة هو أهون القضاء، وليس تقتضيه الواقعة المرفوعة إليه ذلك، بل الذي يقتضيه البحث كما فعله على، وإلى ذلك أشار بقوله: أوردها سعد. البيت. والله سبحانه أعلم".