للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إنَّما كانَت مِن رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَجَّةٌ واحِدَةٌ، فمِن هُناكَ اختَلَفوا، خَرَجَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حاجًّا، فلَمّا صَلَّى في مَسجِدِه بذِى الحُلَيفَةِ رَكعَتَيه أوجَبَه في مَجلِسِه (١) أهَلَّ بالحَجِّ حينَ فرَغَ مِن رَكعَتَيه فسَمِعَ ذَلِكَ مِنه أقوامٌ فحَفِظَتْه عنه، ثُمَّ رَكِبَ فلَمّا استَقَلَّت به ناقَتُه أهَلَّ وأَدرَكَ ذَلِكَ مِنه أقوامٌ، وذَلِكَ أنَّ النّاسَ كانوا يأتونَ أرسَالًا فسَمِعوه حينَ استَقَلَّت به ناقَتُه يُهِلُّ، فقالوا: إنَّما أهَلَّ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حينَ استَقَلَّت به ناقَتُه. ثُمَّ مَضَى (٢) رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فلَمّا عَلا (٣) شَرَفَ البَيداءِ أهَلَّ، وأَدرَكَ ذَلِكَ مِنه أقوامٌ، فقالوا: إنَّما أهَلَّ حينَ عَلا (٣) شَرَفَ البَيداءِ. وايمُ اللَّهِ لَقَد أوجَبَ في مُصَلَّاه، وأَهَلَّ حينَ استَقَلَّت به ناقَتُه، وأَهَلَّ حينَ عَلا شَرَفَ البَيداءِ. قال سعيدُ بنُ جُبَيرٍ: فَمَن أخَذَ بقَولِ ابنِ عباسٍ أهَلَّ في مُصَلَّاه إذا فرَغَ مِن رَكعَتَيهِ (٤). خُصَيفٌ الجَزَرِىُّ غَيرُ قَوِىٍّ (٥)، وقَد رَواه الواقِدِىُّ بإِسنادٍ له عن ابنِ عباسٍ، إلَّا أنَّه لا تَنفَعُ مَتابَعَةُ الواقِدِىِّ (٦)، والأحاديثُ التي ورَدَت في ذَلِكَ عن ابنِ عُمَرَ وغَيرِه أسانيدُها قَويَّةٌ ثابِتَةٌ، واللَّهُ أعلَمُ.

بابُ مَن قال: يُهِلُّ إذا انبَعَثَت به راحِلَتُه

٩٠٥٣ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ


(١) في حاشية س: "مسجده".
(٢) في س: "نهض".
(٣) بعده في س، م: "على".
(٤) الحاكم ١/ ٤٥١ وصححه، وأحمد (٢٣٥٨). وأخرجه أبو داود (١٧٧٠) من طريق يعقوب بن إبراهيم به.
(٥) تقدم في (١٥٣٦).
(٦) تقدم في (١٦٣).