للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بابُ المُهادَنَةِ على النَّظَرِ لِلمُسلِميَن

١٨٨٤٠ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ جَعفَرٍ القَطيعِىُّ، حدثنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنِى أبى، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، عن مَعمَرٍ قال الزُّهرِىُّ: أخبرَنِى عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ، عن المِسوَرِ بنِ مَخرَمَةَ ومَروانَ بنِ الحَكَمِ، يُصَدِّقُ حَديثُ كُلِّ واحِدٍ مِنهُما صاحِبَه، قالا: خَرَجَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- زَمَنَ الحُدَيبيَةِ فى بضعَ عَشرَةَ مِائَةً مِن أصحابِه، حَتَّى إذا كانوا بذِى الحُلَيفَةِ قَلَّدَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الهَدىَ وأَشعَرَه، وأَحرَمَ بالعُمرَةِ، وبَعَثَ بَينَ يَدَيه عَينًا له مِن خُزاعَةَ يُخبِرُه عن قُرَيشٍ، وسارَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى إذا كان بغَدِيرِ (١) الأشطاطِ قَريبٍ مِن عُسفانَ أتاه عَينُه الخُزاعِىُّ، فقالَ: إنِّى تَرَكتُ كَعبَ بنَ لُؤَىٍّ وعامِرَ بنَ لُؤَىٍّ قَد جَمَعوا لَكَ الأحابِشَ. قال أحمدُ بنُ حَنبَلٍ: وقالَ يَحيَى بنُ سعيدٍ، عن ابنِ المُبارَكِ: قَد جَمَعوا لَكَ الأحابيشَ. وجَمَعوا لَكَ جُموعًا، وإِنَّهُم مُقاتِلوكَ وصادّوكَ عن البَيتِ. فقالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أشيروا علىَّ، أتَرَونَ أن نَميلَ إلَى ذَرارِىِّ هَؤُلاءِ الَّذينَ أعانوهُم فنُصيبَهُم؛ فإِن قَعَدوا قَعَدوا مَوتورينَ (٢) مَحزونينَ، وإِن نَجَوا تَكُنْ عُنُقًا قَطَعَها اللهُ؟ أو تَرَونَ أن نَؤُمَّ البَيتَ فمَن صَدَّنا عنه قاتَلناه؟ ". فقالَ أبو بكرٍ: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نَبِىَّ اللهِ، إنَّما جِئنا مُعتَمِرينَ ولَم نَجِئْ نُقاتِلُ أحَدًا، ولَكِن مَن


(١) كتب فوقها فى الأصل: "خ ر"، وفى الحاشية: "بوادى: صح". وغدير الأشطاط: موضع قرب
عسفان. معجم البلدان ١/ ٢٧٩.
(٢) الموتور: من قتل له قتيل فلم يُدرِك بدمه. التاج ١٤/ ٣٤٤ (و ت ر).