بابُ ما جاءَ في قَولِه عَزَّ وجَلَّ: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: ٩]
وما يُنهَى عنه مِنَ الإضرارِ في الوَصيَّةِ
١٢٧٠٧ - أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، أخبرَنا أبو الحَسَنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ الطَّرائفِيُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ صالِحٍ، عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ، عن على بنِ أبى طَلحَةَ، عن ابنِ عباسٍ في قَولِه: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ}: يَعنِى الرَّجُلَ يَحضُرُه المَوتُ فيُقالُ له: تَصَدَّقْ مِن مالكَ وأعتِقْ، وأعطِ مِنه في سَبيلِ اللَّهِ. فنُهوا أن يأمُروه بذَلِكَ؟ يَعنِى مَن حَضَرَ مِنكُم مَريضًا عِندَ المَوتِ، فلا يأمُرُه أن يُنفِقَ مالَه في العِتقِ والصَّدَقَةِ وفِى سَبيلِ اللَّهِ، ولَكِن يأمُرُه أن يُبَيِّنَ ما له وما عَلَيه مِن دَينٍ، ويوصِى مِن مالِه لِذِى قَرابَتِه الَّذينَ لا يَرِثونَ؛ يوصِى لَهُم بالخُمُسِ أوِ الرُّبُعِ، يقولُ: أيَسُرُّ أحَدَكُم إذا ماتَ ولَه وَلَدٌ ضِعافٌ -يَعنِى صِغارًا- أن يَترُكَهُم بغَيرِ مالٍ فيَكونوا عيالًا على النّاسِ؟ فلا يَنبَغِى أن تأمُروه بما لا تَرضَونَ به لأنفُسِكُم ولأولادِكُم، ولَكِن قولوا الحَق مِن ذَلِكَ (١).
١٢٧٠٨ - وبِهَذا الِإسنادِ عن ابنِ عباسٍ في قَولِه: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا}: فهَذا الرَّجُلُ يَحضُرُ الرَّجُلَ عِندَ مَوتِه فيَسمَعُه
(١) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٦/ ٤٤٧، وابن أبى حاتم في تفسيره (٤٨٦٩) من طريق عبد الله بن صالح به.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute