كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الوصايا - وما ينهى عنه من الإضرار في الوصية - ج: 13 - ص: 32

بوَصيَّةٍ (١) تَضُرُّ بوَرَثَتِه، فأمَرَ اللَّهُ سُبحانَه الَّذِى يَسمَعُه أن يَتَقِى اللَّهَ ويوَفِّقَه ويُسَدِّدَه لِلصَّوابِ، وليَنظُرْ لِوَرَثَتِه كما يُحِبُّ أن يُصنَعَ بوَرَثَتِه إذا خَشِى عَلَيهِمُ الضَّيعَةَ (٢).

١٢٧٠٩ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبَرَنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ الحَسَنِ القاضِى، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَينِ، حدثنا آدَمُ بنُ أبى إياسٍ، حدثنا ورقاءُ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ في قَولِه: {(٨) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} قال: هذا عِندَ الوَصيَّةِ؟ يقولُ له مَن حَضَرَه: أقلَلتَ، فأوصِ لِفُلانٍ ولَالِ فُلانٍ. يقولُ اللَّهُ: {وَلْيَخْشَ} أولَئكَ، وليَقولوا كما يُحِبّونَ أن يُقالَ لَهُم في ولَدِه بَعدَه. {وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} يَعنِى عَدلًا (٣).

١٢٧١٠ - أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ النَّضرُوِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا أبو شِهابٍ، عن الأعمَشِ، عن مُسلِمٍ، عن مَسروقٍ أنَّه حَضَرَ رَجُلًا يوصِى، فآثَرَ بَعضَ الوَرَثَةِ على بَعضٍ فقالَ له: إنَّ اللَّهَ سُبحانَه قَد قَسَمَ بَينَكُم فأحسَنَ القَسمَ، وإِنَّه مَن يَرغَبْ برأيِه عن رأي اللَّهِ يَضِلَّ، فأوصِ لِذِى قَرابَةٍ مِمَّن لا يَرِثُ، ثمَّ دَعِ المالَ كما قَسَمَه اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ (٤).

---

(١) في مصادر التخريج: "يُوص بوصية". وينظر الدر المنثور ٤/ ٢٤٨.
(٢) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٦/ ٤٤٦، ٤٤٧، وابن المنذر في تفسيره (١٤٢٥)، وابن أبى حاتم في تفسيره (٤٨٧٤) من طريق عبد الله بن صالح به.
(٣) تفسير مجاهد ص ٢٦٨. وأخرجه ابن جرير في تفسيره ٦/ ٤٤٩، ٤٥٠ من طريق ابن أبى نجيح به. وسعيد بن منصور (٥٨٤ - تفسير)، وابن المنذر في تفسيره (١٤٢٧) عن مجاهد به.
(٤) سعيد بن منصور (٥٨٥ - تفسير). وأخرجه ابن أبى شيبة (٣١٥٢٢) من طريق الأعمش به. وابن=