حَدَّثَنِي طَلحَةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبي بكرٍ الصِّدّيقِ قال: كان أبو بكرٍ يأمُرُ أُمَراءَه حينَ كان يَبعَثُهُم في الرِّدَّةِ: إذا غَشِيتُم دارًا. فذَكَرَ الحديثَ إلَى أن قال: فشُنّوها غارَةً، واقتُلوا، وحَرِّقوا، وأَنهِكوا في القَتلِ والجِراحِ، لا يُرَى بكُم وهَنٌ لموتِ نَبيِّكُم -صلى الله عليه وسلم- (١).
بابُ مَنِ اختارَ الكَفَّ عن القَطعِ والتَّحريقِ إذا كان الأغلَبُ أنَّها سَتَصيرُ دارَ إسلامٍ أو دارَ عَهدٍ
١٨١٨١ - أخبرَنا أبو نَصرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو الفَضلِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ خَميرُويَه الكَرابيسِيُّ الهَرَوِىُّ بها، أخبرَنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا الحَسَنُ بنُ الرَّبيعِ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ، عن يونُسَ بنِ يَزيدَ، عن ابنِ شِهابٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، أن أبا بكرٍ -رضي الله عنه- لما بَعَثَ الجُنودَ نَحوَ الشّامِ؛ يَزيدَ بنَ أبي سُفيانَ وعَمرَو بنَ العاصِ وشُرَحبيلَ ابنَ حَسَنَةَ. قال: لما رَكِبوا مَشَى أبو بكرٍ مَعَ أُمَراءِ جُنودِه يوَدِّعُهُم حَتَّى بَلَغَ ثَنيَّةَ الوَداعِ، فقالوا: يا خَليفَةَ رسولِ اللهِ، أتَمشِى ونَحنُ رُكبانٌ؟ فقالَ: إنِّي أحتَسِبُ خُطايَ هذه في سَبيلِ اللهِ. ثُمَّ جَعَلَ يُوصيهِم فقالَ: أُوصيكُم بتَقوَى اللهِ، اغزوا في سَبيلِ اللهِ فقاتِلوا مَن كَفَرَ باللهِ، فإِنَّ اللهَ ناصِرُ دينِه، ولا تَغُلّوا، ولا تَغدِروا، ولا تَجبُنوا، ولا تُفسِدوا في الأرضِ، ولا تَعصُوا ما تُؤمَرونَ، فإِذا لَقِيتُمُ العَدوَّ مِنَ المُشرِكينَ إن شاءَ اللهُ فادْعوهُم إلَى ثلاثِ خِصالٍ، فإِن هُم أجابوكَ فاقبَلوا مِنهُم وكُفّوا عَنهُمُ؛ ادْعُوهُم إلَى الإسلامِ،