كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب ما جاء من التشديد في ترك الجماعة من غير عذر - ج: 5 - ص: 499

قال: قال لِى أبو الدَّرداءِ: أينَ مَسكَنُكَ؟ فقُلتُ: في خَربَةٍ دُوَينَ (١) حِمصَ. فقالَ أبو الدَّرداءِ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "ما مِن ثَلاثةٍ في قَريَةٍ ولا بَدوٍ لا تُقامُ فيهِمُ الصَّلاةُ إلا قَدِ استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشَّيطانُ، فعَلَيكَ بالجَماعَةِ، فإِنَّما يأكُلُ الذِّئبُ القاصيَةَ". قال السّائبُ: يَعنِى بالجَماعَةِ الجَماعَةَ في الصَّلاةِ (٢).

بابُ ما جاءَ مِنَ التَّشديدِ في تَركِ الجَماعَةِ مِن غَيِر عُذرٍ

٤٩٩٣ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ في آخَرينَ (٣) قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أنبأَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَا الشافِعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ (ح) وأخبرَنا علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى، حدثنا عبدُ اللهِ هو القَعنَبِىُّ، عن مالكٍ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأعرَجِ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "والَّذِى نَفسِى بيَدِهِ لَقَد هَمَمتُ أن آمُرَ بحَطَبٍ فيُحتطَبَ (٤)، ثُمَّ آمُرَ بالصَّلاةِ فيُؤَذَّنَ لها، ثُمَّ آمُرَ رجُلًا فيَؤُمَّ النّاسَ، ثُمَّ أُخالِفَ إلَى رِجالٍ فأُحَرِّقَ عَلَيهِم بُيوتَهُم، فوالَّذِى نَفسِى بيَدِه لَو يَعلَمُ أحَدُهُم أنَّه يَجِدُ عَظمًا سَمينًا، أو مِرْماتَينِ (٥) حَسَنَتَينِ لَشَهِدَ العِشاءَ" (٦). لَفظُ

---

(١) في س، م: "دون".
(٢) أخرجه أحمد (٢١٧١٠)، وأبو داود (٥٤٧)، والنسائي (٨٤٦)، وابن خزيمة (١٤٨٦)، وابن حبان (٢١٠١) من طريق زائدة به. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (٥١١).
(٣) بعده في م: "وأبو زكريا ابن أبي إسحاق وأبو بكر ابن الحسن القاضي".
(٤) في حاشية الأصل: "بخطه: فيحطب".
(٥) مرماتان: تثنية مرماة بكسر الميم، وقيل بفتحها. وهو ظلف الشاة - ظفرها المشقوق - أو هو ما بين ظلفيها من اللحم. وقيل فيها غير ذلك. ينظر فتح الباري ٢/ ١٢٩، ١٣٠.
(٦) المصنف في المعرفة (١٤٢٦)، والشافعي في المسند (٢٩٥)، ومالك ١/ ١٢٩، ومن طريقه =