كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الدعوى والبينات - باب: من عرف له أصل ملك فهو على ملكه حتى يعلم زواله عنه ببينة تقوم عليه - ج: 21 - ص: 268

شَيئًا، ويوقَفُ حَتَّى يَصطَلِحا (١).

قال الشيخُ رَحِمَه اللَّهُ: والأصلُ فى أمثالِ ذَلِكَ ما:

٢١٢٨٦ - أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ المُزَكِّى، أنبأنا أبو عبدِ اللَّهِ محمد بنُ يَعقوبَ الشَّيبانِىُّ، أنبأنا أبو أحمدَ محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أنبأنا جَعفَرُ بنُ عَونٍ، أنبأنا أُسامَةُ بنُ زَيدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ رافِعٍ، عن أُمِّ سلمةَ قالَت: جاءَ رَجُلانِ مِنَ الأنصارِ إلَى رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَختَصِمانِ فى مَواريثَ قَد دَرَسَ عَلَيها، وهَلَكَ مَن يَعرِفُها، فقالَ: "إنَّما أنا بَشَرٌ أقضِى فيما (٢) لَم يُنزَلْ علىَّ فيه شَئٌ برأيِى (٣)، فمَن قَضَيتُ له شَيئًا مِن حَقِّ أخيه، فإِنَّما يَقتَطِعُ إسطامًا (٤) مِن نارٍ". قالَ: فبَكَيا، وقالَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما: حَقِّى له يا رسولَ اللَّهِ. قال: "اذهَبا فاقسِما وتَوَخَّيا الحَقَّ، ثُمَّ استَهِما، ثُمَّ ليُحلِلْ كُلُّ واحِدٍ مِنكما صاحِبَه" (٥).

باب: مَن عُرِفَ له أصلُ مِلكٍ فهو على مِلكِه حَتَّى يُعَلَمَ زَوالُه عنه ببَيِّنَةٍ تَقومُ عَلَيهِ

٢١٢٨٧ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أنبأنا أبو الوَليدِ الفقيهُ، حدثنا

---

(١) المعرفة عقب (٥٩٩١)، والأم ٦/ ٢٤٤.
(٢) فى نسخة المصنف وحاشية الأصل: "بما".
(٣) ليست فى أصل المصنف، وكتب عليها فى الأصل: "خ ر"، وأشار إلى أنها ليست فى "ص".
(٤) الإسطام: القطعة من الشئ، أو الحديدة التى تحرك بها النار، أى: أقطع له ما يسعر به النار على نفسه. ينظر اللسان ١٢/ ٢٨٧ (س ط م).
(٥) المصنف فى الصغرى (٤٣٩٧)، والمعرفة (٥٩٩٢). وتقدم فى (١١٤٧١).