كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصلاة - باب من أعادها وإن صلاها فى جماعة - ج: 4 - ص: 430

عن نافِعٍ، أنَّ رجلًا سألَ عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ فقالَ: إنِّى أُصَلِّى فى بَيتِى ثم أُدرِكُ الصَّلاةَ مَعَ الإِمامِ، أفأُصَلِّى مَعَهُ؟ فقالَ عبدُ اللَّه بنُ عمرَ: نَعَم فصَلِّ مَعَه. فقالَ الرَّجُلُ: فأَيَّتَهُما أجعَلُ صَلاتِى؟ فقالَ له عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ: وذَلِكَ إلَيكَ؟! إنَّما ذَلِكَ إلى اللَّه تعالَى يَجعَلُ أيَّتَهُما شاءَ (١).

٣٦٩٧ - وبِإِسنادِه، حدَّثَنا مالكٌ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، أنَّ رجلًا سألَ سَعيدَ بنَ المُسَيَّبِ فقالَ: إنِّى أُصَلِّى فى بَيتى ثم آى المَسجِدَ فأَجِدُ الإمامَ يُصَلِّى، أفأُصَلِّى مَعَهُ؟ فقالَ سَعيدٌ: نَعَم. قال الرَّجُلُ: فأَيَّتَهُما أجعَلُ صَلاتِى؟ فقالَ سَعيدٌ: وأَنتَ تَجعَلُها؟! إنَّما ذَلِكَ إلى اللَّهِ يَجعَلُ أيَّتَهُما شاءَ (٢).

والقَولُ الأوَّلُ أصَحُّ؛ لِحَديثِ أبى ذَرٍّ ويَزيدَ بنِ الأسوَدِ. ويُذكَرُ عن عثمانَ ابنِ عُبَيدِ اللَّه بنِ أبى رافِعٍ أنَّه قال: سأَلتُ ابنَ عمرَ عن إعادَةِ الصَّلاةِ فقالَ: المَكتوبَةُ الأولَى (٣). فكأَنَّه بَلَغَه فى ذَلِكَ ما لم يَبلُغْه حينَ لم يَقطَعْ فيها بشَئٍ، واللَّهُ تعالَى أعلَمُ.

بابُ مَن أعادَها وإِن صَلَّاها فى جَماعَةٍ

رُوّينا فى حَديثِ أبى سعيدٍ الخدرِىِّ -رضى اللَّه عنه- فى الرَّجُلِ الذى دَخَلَ المَسجِدَ وقَد صَلَّى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا رجلٌ يَتَصَدَّقُ على هذا فيُصَلِّىَ معه؟ ". فقامَ رجلٌ

---

(١) مالك ١/ ١٣٣، ومن طريقه ابن المنذر فى الأوسط (١١٢١).
(٢) مالك ١/ ١٣٣. وأخرجه المصنف فى المعرفة ٢/ ١٣٥ من طريق يحيى به.
(٣) التاريخ الكبير للبخارى ٦/ ٢٣٤.