كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الزكاة - باب ما يستدل به على أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى". وقوله حين سئل عن أفضل الصدقة: "جهد من مقل". إنما يختلف باختلاف أحوال الناس في الصبر علي الشدة والفاقة والاكتفاء بأقل الكفاية، وبالله التوفيق - ج: 8 - ص: 332

بابُ ما يُستَدَلُّ به على أنَّ قَولَه -صلى الله عليه وسلم-: "خَيُر الصَّدَقَةِ ما كان عن ظَهرِ غِنًى". وقَولَه حيَن سُئلَ عن أفضَلِ الصَّدَقَةِ: "جُهدٌ مِن مُقِلٍّ". إنَّما يَختَلِفُ باختِلافِ أحوالِ النّاسِ في الصَّبِر علي الشِّدَّةِ والفاقَةِ والاكتِفاءِ بأَقَلِّ الكِفايَةِ، وبِاللَّهِ التَّوفيقُ

٧٨٥٠ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ دينارٍ العَدلُ، حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ نَصرٍ، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا هِشامُ بنُ سَعدٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن أبيه قال: سَمِعتُ عُمَرَ بنَ الخطابِ -رضي الله عنه- يقولُ: أمَرَنا رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَومًا أن نَتَصَدَّقَ، فوافَقَ ذَلِكَ مالًا عِندِى، فقُلتُ: اليَومَ أسبِقُ أبا بكرٍ، إن سَبَقتُه يَومًا، فجِئتُ بنِصفِ مالِى، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما أبقَيتَ لأهلِكَ؟ " فقُلتُ: مِثلَه. قال: فأَتَى أبو بكرٍ بكُلِّ ما عِندَه، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما أبقَيتَ لأهلِكَ؟ " فقالَ: أبقَيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَه. فقُلتُ: لا أُسابِقُكَ إلَى شَئٍ أبَدًا (١). رَواه أبو داودَ في كتاب "السنن" عن عثمانَ بنِ أبي شَيبَةَ وغَيرِه عن أبي نُعَيمٍ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ (٢).

٧٨٥١ - حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بَكْرِ ابنُ إسحاقَ، حدثنا عُبَيدُ بنُ عبدِ الواحِدِ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ، أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ كَعبٍ

---

(١) الحاكم ١/ ٤١٤ وصححه، وفي النسخة المطبوعة: أحمد بن محمد بن نصير. وأخرجه الترمذي (٣٦٧٥) من طريق أبي نعيم به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
(٢) أبو داود (١٦٧٨). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (١٤٧٢).