للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بابُ ما أمَرَه اللهُ تَعالَى به مِنِ اختيارِ الآخِرَةِ على الأولَى ولا يَمُدُّ عَينَيه إلَى زَهرَةِ الحَياةِ الدُّنيا

فقالَ: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: ١٣١].

١٣٤٣٤ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا إسماعيلُ بن أحمدَ التّاجِرُ، أخبرَنا أبو يَعلَى، حدثنا زُهَيرُ بن حَربٍ، حدثنا عُمَرُ بن يونُسَ، حدثنا عِكرِمَةُ بن عَمّارٍ، حَدَّثَنِي أبو زُمَيلٍ سِماكٌ الحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي عبدُ اللهِ بن عباسٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بن الخطابِ - رضي الله عنه -. فذَكَرَ الحديثَ في اعتِزالِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نِساءَه قال: فدَخَلتُ على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو مُضطَجِعٌ على حَصيرٍ، فجَلَستُ فإِذا عَلَيه إزارُه ولَيسَ عَلَيه غَيرُه، وإِذا الحَصيرُ قَد أثَّرَ في جَنبِه، فنَظَرتُ في خِزانَةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وإِذا أنا بقَبضَةٍ مِن شَعيرٍ نَحوَ الصّاع، ومِثلُها قَرَظٌ (١) في ناحيَةِ الغُرفَة، وإِذا أفيقٌ (٢) مُعَلَّقٌ. قال: فابتَدَرَت عَينايَ فقالَ: "ما يُبكيكَ يا ابنَ الخطابِ؟ ". قُلتُ: يا نَبِيَّ الله، وما لِي لا أبكِي وهَذا الحَصيرُ قَد أثَّرَ في جَنبِكَ، وهَذِه خِزانَتُكَ لا أرَى فيها إلَّا ما أرَى، وذَلِكَ قَيصَرُ وكِسرَى في الثِّمارِ والأنهار، وأَنتَ رسولُ اللهِ وصَفوَتُه وهَذِه خِزانَتُه؟ فقالَ: "يا ابنَ الخطاب، ألا تَرضَى أن تَكونَ لَنا الآخِرَةُ ولَهُمُ الدُّنيا؟ ". قُلتُ: بَلَى. وذَكَرَ


(١) القرظ: ورق السلم. النهاية ٤/ ٤٣.
(٢) الأفيق: الجلد الذي لم يتم دباغه. النهاية ١/ ٥٥.