للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإِن هُم أجابوكَ فاقبَلوا مِنهُم وكُفّوا عَنهم، ثُمَّ ادعوهُم إلَى التَّحَوُّلِ مِن دارِهِم إلَى دارِ المُهاجِرينَ، فإِن هُم فعَلوا فأَخبِروهُم أنَّ لَهُم مِثلَ ما لِلمُهاجِرينَ وعَلَيهِم ما على المُهاجِرينَ، وإِن هُم دَخَلوا في الإسلامِ واختاروا دارَهُم على دارِ المُهاجِرينَ، فأَخبِروهُم أنَّهُم كأعرابِ المُسلِمينَ يَجرِى عَلَيهِم حُكمُ اللهِ الَّذِي فرَضَ على المُؤمِنينَ، ولَيسَ لَهُم في الفَيءِ والغَنائمِ شَيءٌ حَتَّى يُجاهِدوا مَعَ المُسلِمينَ، فإِن هُم أبَوا أن يَدخُلوا في الإسلامِ فادعوهُم إلَى الجِزيَةِ، فإِن هُم فعَلوا فاقبَلوا مِنهُم وكُفّوا عَنهُم، وإِن هُم أبَوا فاستَعينوا باللهِ عَلَيهِم فقاتِلوهُم إن شاءَ اللهُ، ولا تُغَرِّقُنَّ نَحلًا (١) ولا تُحَرِّقُنَّها، ولا تَعقِروا بَهيمَةً ولا شَجَرَةً تُثمِرُ، ولا تَهدِموا بِيعَةً، ولا تَقتُلوا الوِلدانَ ولا الشُّيوخَ ولا النِّساءَ، وسَتَجِدونَ أقوامًا حَبَسوا أنفُسَهُم في الصَّوامِعِ فدَعوهُم وما حَبَسوا أنفُسَهُم له، وسَتَجِدونَ آخَرينَ اتَّخَذَ الشَّيطانُ في أوساطِ (٢) رُءوسِهِم أفحاصًا (٣)، فإِذا وجَدتُم أولَئكَ فاضرِبوا أعناقَهُم إن شاءَ اللهُ (٤).

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ قال: سَمِعتُ عبدَ اللهِ بنَ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ يقولُ:


(١) في م: "نخلا". قال الزرقاني في شرح الموطأ ٣/ ١٧: بالحاء المهملة.
(٢) ليس في: م.
(٣) يقال: فحصت الدجاجة برجليها وجناحيها في التراب لتتخذ لنفسها أفحوصة أو مفحصا أي حفرة تبيض فيها. ومعني الحديث أن الشيطان استوطن رءوسهم فجعلها مفاحص له. ينظر النهاية ٣/ ٤١٥، ٤١٦، واللسان ٧/ ٦٣ (ف ح ص).
(٤) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٢/ ٧٦، ٧٧ من طريق المصنف به. والطحاوي في شرح المشكل
عقب (٦١٣٥) من طريق يونس بن يزيد به مختصرًا.