للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّا لا نورَثُ، ما تَرَكناه صَدَقَةٌ"؟ يَعنِي فقالا: نَعَم. ثُمَّ قال ذَلِكَ لِلآخَرينَ، فقالَ القَومُ: نَعَم. قال: وقالَ: إنَّ أموالَ بَنِي النَّضيرِ كانَت مِمّا أفاءَ اللهُ على رسولِه مِمّا لَم يوجِفِ المُسلِمونَ عَلَيه بخَيلٍ ولا رِكابٍ، فكانَت لِرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خالِصَةً، يُنفِقُ مِنها على أهلِه نَفَقَةَ سنةٍ، وما بَقِيَ جَعَلَه في الكُراعِ والسِّلاحِ عُدَّةً في سَبيلِ الله، ثُمَّ هِيَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خاصَّةً (١). أخرَجاه مِن حَديثِ سُفيانَ مُختَصَرًا (٢).

١٣٥٠٠ - وأخبرَنا أبو محمدِ بن يوسُفَ، أخبرَنا أبو سعيدِ بن الأعرابِيّ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا نَصرُ بن عليٍّ، حدثنا صَفوانُ بن عيسَى، عن أُسامَةَ بنِ زَيدٍ، عن الزُّهرِيّ، عن مالكِ بنِ أوسٍ قال: كان فيما احتَجَّ به عُمَرُ - رضي الله عنه - أن قال: كانَت لِرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثُ صَفايا؛ بَنو النَّضيرِ وخَيبَرُ وفَدَكٌ، فأَمّا بَنو النَّضيرِ فكانَت حُبسًا لِنَوائبِه، وأَمّا فدَكٌ فكانَت حُبسًا لابنِ السَّبيل، وأَمّا خَيبَرُ فجَزّأَها رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَةَ أجزاءٍ؛ جُزءَينِ بَينَ المُسلِمينَ وجُزءًا لِنَفَقَةِ أهلِه، فما فضَلَ عن نَفَقَةِ أهلِه جَعَلَه بَينَ فُقَراءِ المُسلِمينَ (٣).

قال الشيخُ رَحِمَه الله: وأَمّا الخُمُسُ فالآيَةُ ناطِقَةٌ به مَعَ ما رُوِّينا في كِتابِ قَسمِ الفَئ، واللهُ تَعالَى أعلَمُ.


(١) المصنف في الدلائل ٣/ ١٨٥، ١٨٦ مختصرًا. وتقدم في (١٢٨٥٠).
(٢) البخاري (٢٩٠٤، ٤٨٨٥)، ومسلم (١٧٥٧/ ٤٨).
(٣) أبو داود (٢٩٦٧). وأخرجه البزار في مسنده (٢٥٦) من طريق صفوان بن عيسى به. وعندهما: فقراء المهاجرين. وتقدم في (١٢٨٥١).